أثارت حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها قوّات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزّة، منذ أكثر من مئة يوم، الكثير من التساؤلات حول موضوع العدالة الدولية، وعمّا إذا كانت هناك هيئات دُولية فاعلة حقّاً، من شأنها تطبيق العدالة على جميع البلدان دون استثناء، أم إنّ هذه الهيئات ومصطلحاتها العريضة، مجرّد أدوات تستخدمها القوى العُظمى للتدخّل في شؤون البلدان الأُخرى.
وبعد كلّ هذه المدّة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة، لم تنجح تلك الهيئات ولا "الدول العظمى" في إجبار كيان الاحتلال على وقف العدوان. حتّى أن الدعوى التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضدّ "إسرائيل"، أمام "محكمة العدل الدولية"، عبر تقرير مؤلَّف من 84 صفحة؛ ينصُّ على أنّ "إسرائيل" ترتكب منذ أشهُر أعمالاً تُوصف بالإبادة الجماعية، قد تتأخّر وتطول إلى سنوات قبل إصدار أيّ حُكم من شأنه إدانة "إسرائيل"، هذا في حال سمحت البلدان الرّاعية للإرهاب الإسرائيلي بذلك.
"العدالة الدولية والاستثناء الفلسطيني" عنوان المحاضرة التي تنظّمها "صالة الثقافة" في مدينة خاين (جيّان الأندلسية)، بمشاركة المحامي والناشط و مدير "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" راجي الصوراني (1953)، وذلك عند السابعة من مساء يوم غدٍ الثلاثاء.
يتناول الصوراني مفهوم العدالة الدولية في ظلّ سياسة المعايير المزدوجة التي تتّبعها الحكومات الغربية مع القضيّة الفلسطينية، وليست حرب الإبادة الأخيرة التي تشنّها "إسرائيل"، إلّا دليلاً على غموض مفهوم العدالة الذي تطبّقه الأنظمة الغربية بما يتناسب مع مصالحها السياسية. أمّا في الحالة الفلسطينية، فلا وجود لما يُسمّى العدالة بالنسبة لهذه البلدان.
كذلك يتطرّق الحقوقي الفلسطيني إلى الوضع في قطاع غزّة، والعدوان الأخير، والدعوى التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضدّ "إسرائيل"، وإدانتها بارتكاب حرب إبادة بحقّ الشعب الفلسطيني.
وكانت أعدادٌ كبيرة من مدينة جيّان الأندلسية، قد خرجت أمس الأحد، في المظاهرة الشعبية التي دعت إليها جمعيّات وهيئات تدعم القضيّة الفلسطينية، والتي طالبت الحكومة الإسبانية بقَطْع علاقاتها كافّة مع كيان الاحتلال.