نِمتُ في الغابةِ ليلةً في كاملِ نُجومِها
قبّةُ السَّماءِ
كانت أَقْرَبْ
حتّى أنّ الإبريقَ الذي فاضَ منهُ الحليبُ مَسّهُ ضوء كوكب الزُّهرةِ فبرَد
أشعلتُ لصوتِ بُومةٍ
عُودَ ثقابٍ أطفأهُ نَفَسِي السّريعُ مِنَ الخَوف
ولأثَرِ حوافِرِ الخنْزيرِ البريِّ تَمتمْتُ بتعويذةٍ
لم أبتعدْ عن العَائلةِ يوماً
قدرَ هذه المَسافة
التي كانت تلمعُ في الغابةِ كالسِكّينِ، وفي جُملةِ كاتبٍ فرنسيٍّ
نصحَ الشّاعرَ المغربيَّ بهجرِ العَائلة
الشّاعر الشّاب الذي كان عليهِ
أن يَرْقُدَ هناكَ وَحيداً كدفْترٍ تُقلِّبُ أوراقَهُ العدميّةَ الريّاحُ
فيمَا قدماهُ في جوربينِ صُوفيّينِ وحذاءٍ ثقيلٍ
وشَعرٍ غير ممشوط تماماً
الشّاعر الذي انتبهَ إلى أنَّ كَتفيْهِ قويّتَانِ بما يكفي لحملِ أمْتِعته الخَفيفَةِ
ومَصيرِه المُظلمِ على هذهِ الأرض.
(شاعر من المغرب)