الماء لا يتذكّر

استعِنْ باللّغة 
لا يابسةَ غَيْرَها للمراكِبِ التي تَتَقاذَفُها أَمواجُ النّحس
استعِنْ باللّغة 
فطالما استَعانَت بِكَ في تَصريفِ مواجِدها الكثيرةِ
أَفعىً تلوذُ باللَّهب مِنَ اللَّهب
إِنسانٌ يلوذُ من أَسَدٍ جائعٍ بأَسَدٍ جائع 
استعِنْ بكلام الأسلاف
فكلامُ مُعاصريك لا يُواسي جُرحاً ولا يَمْنَعُ مُنْتَحِراً
ولا يوقِفُ هذه الغازات السّامة 
التي تطرُدُكَ مِنْ مَسْقَط رأسك 
وتُفسِد مَنفاك.
مِنْ مدينةٍ إِلى مدينةٍ خَسِرْتَ حياتَك 
وما زِلْتَ واحداً مِنْ موسِري الخُسْران 
رأيتك تَخْسَر
سَمِعتك تَخْسَر 
لَمَسْتُ وتَذوّقتُ وشَمَمْتُ خسائرك، كما لم أَشمَّ وأَتذّوقَ وأَلمِسَ،
كأَنّما الحَواسُّ خُلِقَتْ لهذا.
تُشرِقُ شَمْسُ الخُسران في حياتك وتسمّي نفسها أَندلساً
وأَيامُكَ تسيلُ في نهر "حَدرة"...
الماءُ لا يتذكّر أَهلاً ولا يَسْمَعُ صوتَ الصَّديق
وليس عنده حِسٌّ بالعَدْل 
وذاكرَتُكَ تتدفّقُ في الماءِ دونَ أَن تَتْبَعَها إلى المَصَبّ 
ودونَ أَن يَعْرِفَ أَنّها ذاكرتُك.

تُشرِقُ شَمْسُ الخُسران 
وأَيامُك تَهْدِرُ صامتةً.

موقف

التحديثات الحية

"ساحة الجامعة"