"الهيمنة على المحكّ".. كيف سيكون نظام العالَم الجديد؟

07 يونيو 2024
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعد شعار "أميركا أولاً" لترامب، تزايد الاهتمام بالصين كبديل محتمل للهيمنة الأمريكية، مما أثار تساؤلات حول شكل الهيمنة العالمية المستقبلية ونظام العلاقات الجديد.
- "الهيمنة على المحك": كتاب يستعرض تاريخ الهيمنة من اليونان القديمة إلى الهيمنة الأمريكية، مؤكدًا على تحول الولايات المتحدة من قوة مهيمنة إلى قوة اعتراضية تحت قيادة ترامب.
- يناقش الكتاب استراتيجيات ما بعد الهيمنة ودور الفاعلين الجدد مثل الصين، مشيرًا إلى أن المستقبل لن يكون مدينة فاضلة بل مرحلة جديدة من التشابك والترابط العالميين.

منذ أن رفعت الولايات المتّحدة بقيادة رئيسها السابق دونالد ترامب شعار "أميركا أوّلاً"، تصاعد الحديث عن أفول الهيمنة العالمية، وانتقلت الأنظار شرقاً باتجاه الصين، فتساءل الكثيرون: هل ستكون الصين بديلاً عن الولايات المتّحدة وهل ستمثّل شكلاً جديداً من أشكال الهيمنة العالميّة؟ وكيف سيكون العالم ما بعد مرحلة الهيمنة الدولية؟ وما هو نظام العلاقات الجديد؟

في كتاب "الهيمنة على المحكّ: الأشكال الجديدة للسيطرة الدوليّة"، الصادر حديثاً بنسخته العربية عن "مؤسّسة الفكر العربي" بترجمة جان جبّور، يحاول الباحث الفرنسي برتران بادي الإجابة عن هذه الأسئلة واستشراف أبعادها وأفُقِها، مواصلاً بذلك مشروعَهُ في تحليل النظام الدولي الحالي ونقدِه، بدءاً من كتابه "زمن المذلولين" (2014)، ثمّ "لم نعد وحدنا في العالم" (2016) و"عندما يعيد الجنوب اختراع العالم" (2018).

يناقش الكتاب أسطورة الهيمنة من خلال تجارب متعدّدة، بدءاً من حلف ديلوس في اليونان القديمة، وصولاً إلى الهيمنة الأميركية ما بعد الحرب العالمية الثانية، مؤكّداً أنّ هذه الظاهرة ارتبطت دائماً بالظرف الجيوسياسي، الذي شكّل لفترة من الزمن عامل نجاحها.

يركّز مؤلّف الكتاب في تحليله على التجربة الأميركية، التي تُجسّد الهيمنة الأكثر تطرّفاً، مؤكّداً على أنّ الولايات المتّحدة قد تحوّلت في الفترة الأخيرة من قوّة مهيمنة إلى قوّة اعتراضية، لا سيّما بعد انتخاب دونالد ترامب، حيث صارت تُوجِّهُ سِهامها بطريقة طائشة نحو العالم، فتُصيب العولمة وتعدُّديّة الأطراف والتعاون والتضامن.

يستكشف الكتاب أيضاً استراتيجيّات ما بعد الهيمنة، مع التركيز على الفاعلين الجدد مثل الصين، التي تُقدّم نموذجاً بديلاً عن العولمة، يعتمدُ على مبدأ "الصفقة المُجزية للجميع"، حيث ينال كلُّ طَرَفٍ قسطه من الربح، بدلاً من المنافسة الغربيّة التقليديّة. 

يتساءل برتران بادي في النهاية عن ماهية النظام الدولي بعد الهيمنة، ليجيب بأنّه لن يكون مدينة فاضلة جديدة، بل سيكون مرحلة جديدة تتّسم بالتشابك والترابط العالميّين على حساب السيادة والانقسام الحضاري والإقليمي.

المساهمون