"اليد التي تطبع" عنوان المعرض الجماعي الذي ينطلق في غاليري "آرت لاب" في بيروت، عند الحادية عشرة من صباح السبت، الرابع من ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
المعرض، الذي ينظمه "استوديو بيروت للطباعة"، يضم أعمال 25 فناناً من بلدان أوروبية مختلفة. يقول منظمه طارق مراد في حديث إلى "العربي الجديد" إنه يأتي بمثابة تحية لفنانين بادروا بعد انفجار بيروت بالتواصل مع الاستوديو لتقديم الدعم.
يضيف: "بعد انفجار مرفأ بيروت، تواصلت الفنانة سابين دولو مع "استوديو بيروت للطباعة"، متسائلة كيف يمكنها أن تقدم أي مساعدة من أي نوع لإصلاح الضرر، لكن الاستوديو لم يكن قد تضرر بشكل كبير، فاقترحت أن يشارك الاستوديو في حدث سنوي مخصص لأعمال الطباعة، وهو Journey de l’Estampe at Saint Sulpice".
لا أحد يريد الاستثمار في الفن، بل إنه آخر أمر قد ينفق شخص ما أمواله عليه
دعت دولو الفنانين إلى المشاركة في مساعدة الاستوديو بالتبرع بعمل فني، كانت تتوقع عشرة أو عشرين على الأكثر، لكنها تلقت أكثر من 200 عمل من فنانين من مختلف الأجيال، مكرسين وشبابا وهواة، وتنقّل المعرض بين إسبانيا وفرنسا وبلجيكا، وأرسل ريع الأعمال التي تباع على شكل مواد وخامات تستخدم في فن الطباعة.
يكمل مراد: "اخترنا 25 عملاً للعرض في بيروت، لأن ليس بمقدونا عرض الأعمال كلها، وليس لدينا المساحة أصلاً لهذا العدد، هذا المعرض هو الطريقة التي نقول بها شكرا لمائتي فنان اختاروا أن يقفوا إلى جانبنا"، مضيفاً: "ريع الأعمال التي سوف تباع هنا في بيروت، سيذهب إلى طلاب الجامعات الذين يدرسون فنون الطباعة ولا يستطيعون تحمل نفقات شراء المواد والخامات الثمينة مثل الورق وصفائح النحاس لأعمالهم الفنية".
عن صعوبات تنظيم معرض بالعموم، ومعرض جماعي لفنانين من بلدان مختلفة في هذه الظروف في بيروت يوضح مراد أن "الصعوبة الكبرى في تنظيم معرض، هي أزمة فيروس كورونا، وخوف الناس من الخروج، فلا يزال الكثير من الناس يخشون الذهاب إلى الأماكن العامة، أما التحدي الثاني فهو النقص العام في المال، فلا أحد يريد الاستثمار في الفن، بل إنه آخر أمر قد ينفق شخص ما أمواله عليه".
هناك عقبة أخرى يلفت إليها مراد، وهي صعوبة الحركة داخل المدينة مع الحظر والقيود على الوقت، وتقييد حركة السيارات، وعدم القدرة على توقع إن كان هناك إغلاق أم لا في الأيام القريبة.
من السهل جدًا العمل مع فنانين أوروبيين، ومن الصعب جدًا العمل مع فنانين لبنانيين
كانت هذه عقبات لوجستية، لكن مراد يلفت إلى مشكلة من نوع آخر، فلماذا يغيب عن المعرض أي فنان لبناني؟ يبيّن: "هذا عرض جماعي وكله أعمال لفنانين أوروبيين، الأمر أنه من السهل جدًا العمل مع فنانين أوروبيين، ومن الصعب جدًا العمل مع فنانين لبنانيين وشرق أوسطيين بشكل عام، مع اللبنانيين يبدو الأمر كما لو أن شخصًا ما يجب أن يبرز أكثر من الآخر، لذا يصبح من الجحيم محاولة القيام بمعرض جماعي مع فنانين لبنانيين".
لا يوجد أي من الأعمال متعلق ببيروت، وذلك لأن الفنانين قدموا أعمالاً منجزة بالفعل أو كانوا يعملون عليها حين وقع الانفجار، بحسب مراد الذي يكمل "المشترك بين الأعمال هو نوع الفن نفسه، لكن هناك تقنيات مختلفة كثيرة أنتجت بها هذه الأعمال، وشخصياً، لا أعتقد أن الوقت مناسب الآن لتقديم أي عمل فني عن الانفجار، فنحن لم نشفَ بعد، وما زلنا نتألم وبالكاد دفنا موتانا، فكيف يكون بإمكاننا إنتاج أعمال فنية عن ما حدث الآن، هذه وجهة نظري".
تتراوح الأعمال المعروضة حتى 24 ديسمبر، بين النقوش الخشبية والخطية والطباعة الحجرية والنقوش الغائرة، والفنانون المشاركون هم إيفون أليكسييف، أليس أموروزو، ميشيل برزين، موريل بومغارتنر، يولاندا كارباراليس، أناييس شاراز، ماريا شييون، أريان كروزيت، سابين دولو، سيلين إكسكوفون، لويز جروس، بيير جيرين، نانسي غيريرو، كريستين غيتشاردون، لوري جولي، ماهو ماهو، برنارد مانغيه، أنطوان ميشليه، ماريا تيكسا، توماس زملا.