بابلو بيكاسو.. الطباعة من منظور شخصي

27 أكتوبر 2024
"شجرة في عاصفة"، من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يحتضن المتحف البريطاني معرض "بيكاسو: فنّان الطباعة" الذي يضم 347 عملاً طباعياً، مسلطاً الضوء على مراحل مختلفة من حياة بيكاسو واهتماماته المتنوعة، من الأساطير إلى حياته الشخصية.
- تكشف أعمال الطباعة عن شخصية بيكاسو وأفكاره، حيث استخدم الورق كفضاء لأفكار لا يمكن ترجمتها على القماش، مما ساهم في تطوير تجربته الفنية، وبرزت تأثيرات الفن الكلاسيكي في أعماله.
- أبدع بيكاسو في تقنيات الطباعة المختلفة، مثل الطباعة الحجرية والخشبية، مما أتاح له التعبير عن مشاعره وذكرياته بشكل بصري حميمي.

يحتضن "المتحف البريطاني" في لندن ابتداءً من الخميس، السابع من الشهر المقبل، معرض "بيكاسو: فنّان الطباعة"، والذي يتواصل حتى الثلاثين من آذار/ مارس 2025، ويضمّ نحو 347 عملاً طباعياً من أصل أكثر من ألفين وأربعمئة نفّذها الفنان الإسباني (1881 - 1973).

أنتج بيكاسو أوّل مطبوعة احترافية عام 1904 خلال سنواته الأُولى في باريس، وهي تصوير لشخصيتين نحيفتين، وصفتها الفنانة الفرنسية فيرناند أوليفييه ذات مرّة بأنّها "تعبير مكثّف عن الفقر وإدمان الكحول"، ثم توالت أعماله الطباعية في فترت متقطّعة من تجربته، لكن ظلّ مواصلاً العمل عليها حتى ستينيات القرن الماضي، حين كان يقضى أواخر عمره في الجنوب الفرنسي.

يضيء المعرض مرحلة طويلة جدّاً تنوّعت خلالها أيضاً الموضوعات التي قدّمها في الطباعة الفنّية؛ حيث اهتمّ بالأساطير اليونانية والرومانية، وفي فترة لاحقة بموضوعات شغلته طوال حياته، وكذلك زوجته الثانية؛ جاكلين روك، التي ألهمته في أعمل عديدة، كفنّانة وعارضة سيرك، وشراكاته مع الفنّانين، كما اختلفت التقنيات المستخدمة، ومنها الطباعة الحجرية والطباعة على الخشب، والطباعة الملّونة التي تعلّمها بعد عام 1958.

تبدو أعمال الطباعة الأكثر كشفاً عن شخصية بيكاسو وأفكاره ومخاوفه

لم يكن بيكاسو معنياً بإعادة إنتاج صور ومشاهدات، بل تعامل مع الورق (أي الطباعة) كونه الفضاء الذي يحتمل أفكاراً لا يمكن ترجمتها على القماش، وساهمت أيضاً في تطوير تجربته في الرسم كما في مطبوعاته الأولى التي مهدّت الطريق للتكعيبية، بحسب بيان المنظّمين الذي يشير أيضاً إلى أنّ سلسلة تتكوّن من مئة عمل أنتجها في الثلاثينيات تُبرز تأثّره بالفن الكلاسيكي وتعكس حياته الشخصية المضطربة.

"ضفادع"، من المعرض
"ضفادع"، من المعرض

تبدو أعمال الطباعة الأكثر كشفاً عن شخصية الفنان الإسباني وأفكاره ومخاوفه، ويمكن النظر إليها كمذكّرات بصرية تحمل ذكرياته وملاحظاته ومشاعره، حيث كان يرتجل موضوعاً معيّناً وينجز ما بين ستّ وثماني مطبوعات تمثّله في يوم واحد، فيظهر بعضها كأنه متكرر أو متشابه إلى حدّ كبير.

الحميمية التي كان يمنحها هذا الوسيط جعلت بيكاسو مندفعاً لتقديم مزيد من الأعمال، رغم أنه تعلّم الطباعة بنفسه كما حظي بمساعدة من بعض أصدقائه الفنانين. وفي فترة باكرة ظهرت أولى أعماله التي استعمل فيها تقنية الحفر الغائر والرسم بالنقاط الجافة ثم الحفر على الخشب، وجرّب بعض التقنيات لكنه لم يتمكّن من تنفيذ أعمال ذات قيمة عالية مثل الحفر بالإزميل، أو الحفر المائي الذي استغرق منه سنوات طويلة حتى تقدّم فيه.

المساهمون