قليلة هي المهرجانات والتظاهرات الثقافية التي ظلّت مستمرّة في بيروت دون انقطاع منذ تأسيسها، فالأعوام السابقة وضعت حدّاً للكثير منها، بما حملته من ظروف صحّية عامة مثل جائحة كورونا، وأُخرى اقتصادية وسياسية خاصة بوضع بلدٍ كلبنان.
من هذه المهرجانات التي ظلّت موعداً سنوياً مُنتظراً، واستطاعت تجاوز الشروط الصعبة وما فيها من تحدّيات، مهرجانُ "بيروت ترنّم" الذي انطلقت الدورة الأُولى منه عام 2007، حيث حافظ على موعده السنوي وتحوّل إلى واحدة من أبرز التظاهرة، إن لم يكن أبرز تظاهرة في لبنان تحمل همَّ التعريف بالموسيقى الكلاسيكية.
في الأوّل من كانون الأوّل/ ديسمبر، تعود فعاليات المهرجان لتنطلق في دورتها 15، وذلك عبر برنامج حافلٍ بالمُساهمات من مُغنّين وعازفين لبنانيين وأجانب، وتتواصل حتى الثالث والعشرين من الشهر المُقبِل، في كنائس وفضاءات ثقافية مختلفة بالعاصمة اللبنانية.
العرض الافتتاحي ستوقّعه مجموعة مغنّين من "الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية" إلى جانب جوقتي "الجامعة الأنطونية" و"سيدة اللويزة"، ويُقدّم خلاله عملان كلاسيكيان، هما: "كونشيرتو البيانو رقم 23" لـ موزارت، و"ماغنفيكات" لـ باخ.
وتحضر مجموعة من المغنّين اللبنانيين خلال هذه الدورة في أمسيات مختلفة، منهم: عبير نعمة (1980) التي تقدّم حفلاً غنائياً في 4 كانون الأول/ ديسمبر بـ"أسواق بيروت"، وغادة شبير (1972) في أمسية 11 من الشهر بـ"كنيسة مار إلياس القنطاري"، أمّا جاهدة وهبي (1969) فموعد الجمهور معها عند الثامنة من مساء 16 من الشهر نفسه بـ"أسواق بيروت".
الجدير بالذكر أنّ نسخة هذا العام ستشهد إطلاق برنامج تدريبي يحمل عنوان "بيروت ترنّم - السيستيما"، والهدف منه تأسيس أوركسترا سيمفونية تتألّف من فتيان تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عاماً، وسيُطلَق في ثلاث مناطق على مدى ثلاثة أشهر، ويحاول القائمون عليه مدّ التظاهرة بجمهور من طلّاب المدارس.