في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2019، أغلق الفنان التشكيلي والمنظّر الفرنسي بيير سولاج مئة عام من الحياة، وهو ما لم يفت الساحة الفنية الفرنسية حيث حظي طوال 2019 وهذا العام بعدد من التظاهرات التي تعنى بمسيرته، أبرزُها المعرض الاستعادي الذي نظمه "متحف اللوفر" بعنوان "سولاج" واختتم في آذار/ مارس الماضي، إضافة إلى عدّة تظاهرات في متحفته الشخصي بمدينة رودس جنوب فرنسا.
كان من المتوقع أن يتواصل إيقاع الاحتفاء بالفنان التشكيلي الفرنسي هذا العام، غير أن إجراءات الوقاية من عدوى فيروس كورونا المستجد فرضت إلغاء الكثير من التظاهرات وإغلاق الغاليرهات، ومن ذلك أن المعرض الاستعادي كان من المبرمج أن ينتقل إلى مدن ألمانية فور اختتامه في باريس، غير أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح بسبب فترة الحجر الصحّي التي عاشتها ألمانيا حتى آيار/ مايو وتبعتها فترة العطل الصيفية.
في مدينة بادن الألمانية، جرت إعادة جدولة تواريخ عرض أعمال سولاج في الفترة الممتدة بين 17 من الشهر الجاري و28 شباط/ فبراير 2021 في "متحف فريدر بوردا".
حضور سولاج في ألمانيا بالذات له أسباب موضوعية، حيث أن الفنان الذي اختار التجريد كمدرسة فنية، والتركيز على تركيبات اللونين الأبيض والأسود، لم يعرف أي شهرة في فرنسا إلا بعد الاعتراف به من قبل النقّاد الألمان منذ ستينيت القرن الماضي التي عرفت موجة تحديثية في الفن، من مدن مثل هانوفر وهامبورغ، كان سولاح أحد أبرز المستفيدين منها.
يمكن اعتبار الفنان الفرنسي اليوم أحد أكثر المبدعين عطاء حيث قدّم أكثر من 1700 عملاً فنياً نجد فيها أثراً كبيراً من التنويع والابتكار على الرغم من كونه يعتمد على عدد قليل من المفردات البصرية، كما أنه اعتمد قطيعة حادة مع كل مرجعية من الواقع.