في هذا السجن، كان المسرحي والروائي الإيرلندي أوسكار وايلد، والشيوعية الناشطة سيلفيا بانكهورست، وأشهر مجرمي بريطانيا الدكتور كريبن، والتوأمان كراي بل والدكتاتور التشيلي بينوشيه الذي قُبض عليه في لندن، وها هو سجن ومركز "بو ستريت" الأمني إلى جانب مبنى محكمة الصلح القريبة منه يتحولان إلى متحف في وسط لندن، يتيح لمن يريد قضاء بعض الوقت في الزنزانة طواعية.
المبنى الذي يحمل الرقم 28، كان قد بُني عام 1881، وأغلق كسجن ومركز الشرطة في عام 1992، ثم أغلقت المحكمة في عام 2006. وكان من المفترض أن ينطلق المتحف هذا العام، وحال دون ذلك ظروف العالم بسبب الوباء، فالمبنى يحمل ذلك التاريخ الغني الذي يرتبط بسير كتّاب وسياسيين وبتغيرات وتحولات اجتماعية وثقافية كبرى في البلاد، على رأسها حقوق المثليين، وصورة رجل الأمن، والعدالة الاجتماعية.
ويروي المبنى أيضاً قصص التحقيقات والاعتقالات والقضايا المعروضة على المحاكم من القرن الثامن عشر وحتى العصر الحديث، وطريقة التعامل مع إجراءات التسليم والجرائم الإرهابية والقضايا المتعلقة بقانون الأسرار الرسمية.
أكبر زنزانة في هذا السجن كانت تسمى "التنك"، وكانت يوضع فيها من يقبض عليهم في الليل أو في العطل الأسبوعية في منطقة كوفنت غاردن. ويفترض أن يقدم بعض الضباط السابقين في هذا السجن نبذة تاريخية عن المكان للزائرين، كذلك تُعرَض المعدات القديمة للضباط والشرطة التابعين لهذا المكان.
من القصص التي يرويها المتحف، قصة اعتقال أوسكار وايلد (1854 - 1900) لمدة عامين ما بين 1895 و1896، حيث قام وايلد بتخليده في قصيدة "أنشودة سجن ريدنغ غول"، نشرها عام 1898 تحت اسم ج .3.3 - رقمه في السجن.
كذلك يروي المتحف قصة اعتقال بينوشيه، التي توصف عادة بعبارة "رنين الهاتف الذي يوقظ الطغاة"، فبعد سقوطه في تشيلي، توجه بينوشيه إلى بريطانيا في تشرين الأول/ أكتوبر 1998، وقبض عليه في السادس عشر من ذلك الشهر وأودع ذلك السجن في "بو ستريت" قبل أن يعاد لاحقاً في 2000 إلى تشيلي بعد نشر تقرير بعدم أهليته للمحاكمة لأسباب تتعلق بسلامته العقلية.