طوكيو.. كيف عبّرت الفنون عن نشوء حداثة المدينة؟

30 أكتوبر 2024
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تحوّل طوكيو إلى مدينة حديثة: يسلط المعرض الضوء على التحوّل الجذري لطوكيو خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين بعد زلزال كانتو الكبير، حيث شهدت طفرة عمرانية وتحديثاً في البنية التحتية والثقافة، مما أدى إلى توسع كبير في المدينة والمناطق المجاورة.

- أعمال فنية متنوعة: يضم المعرض نحو مئة عمل فني من مطبوعات وملصقات وصور فوتوغرافية، تعكس مشاعر الاضطراب والحنين والانبهار بتحولات طوكيو، مع ظهور حركتين فنيتين هما "شين هانجا" و"سوساكو هانجا".

- تطور ثقافة الاستهلاك: يعرض المعرض تطور ثقافة الاستهلاك في طوكيو من خلال تصوير المتاجر والمقاهي وأماكن الترفيه، وكيف أثرت هذه التحولات على أزياء الشباب وتصميمات الملابس الأوروبية.

"طوكيو، ولادة المدينة الحديثة: مطبوعات من عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين من متحف إيدو" عنوان معرض يفتتح الأربعاء المقبل، في "بيت الثقافة اليابانية" بباريس، ويتواصل حتى الأول من شباط/ فبراير من العام المقبل.

يعود المعرض إلى لحظة مفصلية في تاريخ العاصمة اليابانية؛ حين دمّرها زلزال كانتو الكبير مع مدن أُخرى مثل يوكوهاما عام 1923، والذي ذهب ضحيته أكثر من مئة ألف شخص واختفت كذلك معالم العاصمة التي تنتمي إلى عهد الإمبراطور ميجي وأتاحت إعادة الإعمار تسريع عملية التحديث في المدينة.

تركّز الأعمال المعروضة على التحوّل الجذري لطوكيو إلى مدينة حديثة خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، مع الإشارة إلى تاريخها الأقدم؛ حيث ظلّت تحمل اسم إيدو إلى عام 1868 حين أصبحت عاصة البلاد بدلاً من مدينة كيوتو، واستُحدث اسمها الجديد "طوكيو" بمعنى العاصمة الشرقية.

يركّز المعرض على التحوّل الجذري لعمران المدينة وثقافتها خلال العشرينيات والثلاثينيات

منذ العقد الأخير من القرن التاسع عشر شهدت طوكيو بدايات التحديث، فدُشّن أول خط للترام عام 1903، ثمّ شُيّدت خطوط سكك حديدية بعد حوالي عقد، لكن المدينة ستعرف طفرة عمرانية ترافقت مع تغييرات اجتماعية وثقافية كبيرة بعد ذلك، مع تطوير الطرق وتجديد الممرّات المائية، وإنشاء المتنزهات والحدائق، في توسع كبير امتدّ إلى المدن والقرى المجاورة وأنتج مدينة من الخرساسة والفولاذ. 

يضمّ المعرض نحو مئة عمل جرت استعارتها من المجموعة الدائمة في "متحف إيدو" بطوكيو، ومنها مطبوعات حديثة وملصقات وصور فوتوغرافية، بالإضافة إلى نماذج من الإكسسوارات والموضة التي تمثّل العشرينيات والثلاثينيات.

من المعرض
من المعرض

تتنوّع أساليب المطبوعات المعروضة، والتي تحمل توقيعات أبرز الفنّانين في ذلك الوقت، كما تختلف موضوعاتها بين مشاعر الاضطراب والحنين إلى ماضي طوكيو وبين الانبهار بتحوّلاتها الجديدة، وغالباً ما يجري تمثيل الدمار الناجم عن زلزال كانتو بظهور حركتين فنيّتين أُطلق عليهما "شين هانجا" (المطبوعات الجديدة) التي تأثّرت بالفنون الغربية وتحديداً المدرسة الانطباعية، و"سوساكو هانجا" (المطبوعات الإبداعية) التي قدّم فنّانوها أسلوباً خاصّاً بهم قطعت مع تقاليد الطباعة القديمة.

يصوّر العديد من فنّاني حركة "شين هانجا"، مثل هاسوي كاواسي وهيروشي، مدينة طوكيو بنظرةٍ مشبعة بالحنين إلى الماضي، حيث لا يكاد يكون التحديث ملحوظاً في أعمالهم، بينما اهتمّ بعض نقّاشي حركة "سوساكو هانجا"، ومنهم شيزو فوجيموري وكيشيو كويزومي، أكثر بالمباني الخرسانية والمصانع ووسائل النقل الجديدة والمناظر الطبيعية المستحدثة في الضواحي.

كما يبرز المعرض تطوّر ثقافة الاستهلاك من خلال تصوير المتاجر والمقاهي وقاعات الأداء وغيرها من أماكن الترفيه في مناطق غينزا وأساكوسا وشينغوكو، وكيف تغيّرت أزياء الشباب ودخلت تصميمات الملابس الأوروبية.

المساهمون