تصادف اليوم، 20 آذار/ مارس، ذكرى استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي (1881 - 1956)، وهي مناسبة استَرجعت إثر الثورة بعضاً من أفقها الشعبي، بعد أن كانت مجرّد طقس مناسباتي واستعراضيّ خلال فترتي حُكم الرئيسين حبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، واللتين دامتا من الاستقلال إلى ثورة 2011.
هذا العام، تأتي الذكرى في وقتٍ عادت فيه الأنشطة الثقافية بشكل رسمي منذ أسبوع تقريباً. وضمن هذه العودة نجد تظاهرتين خاصّتين بالكتاب؛ الأولى بعنوان "تونس: مدينة الآداب والكتاب" وتقام في الشارع الرئيسي في تونس العاصمة، والثانية معرض كتاب مدينة صفاقس.
لم تفوّت التظاهرتان حدث "عيد الاستقلال"، حيث تحضر فعاليّات متربطة به فيهما؛ فضمن "مدينة الآداب والكتاب" تُقام اليوم ندوة يُطلِق عليها منظّموها اسم "خيمة فكرية" تحمل عنوان "الاستقلال في كتابة المؤرّخين"، يشارك فيها المؤرّخ عبد الستار عمامو وكاتب الروايات التاريخية حسنين بن عمو.
أما في "معرض صفاقس"، فتواصل جمعية "تونيزيا ريفيو أوف بوكس" مبادراتها في دعم الكتب الفكرية القيّمة بتوفيرها بأسعار مخفّضة. بمناسبة ذكرى الاستقلال، قُدّم اليوم كتاب "عرق البرنوس" ضمن جناح "مكتبة ملاك" بسعر رمزي (عشرة دنانير، أي أقلّ من 3 دولار)، وهو عمل وضعه بول فينياي دوكتون يفضح فيه الجرائم الاستعمارية، وقد نقله إلى العربية الأزهر الماجري.
يمثّل حضور الكتب ضمن الاحتفال بذكرى الاستقلال في تونس واحداً من المؤشّرات لابتكار صيَغ مدَنية لمقاربة مناسبات كهذه، وعدم اختصارها في بروتوكولات رسمية من قبيل خُطب الرؤساء أو توظيفها سياسياً من قِبَل الأحزاب.