رحل أول أمس الخميس الباحث والشاعر الكوري الأميركي تشوي ييرن هونغ (1941 – 2021) بعد صراع طويل مع المرض في مدينة بالتيمور بالولايات المتحدة، وترك العديد من المؤّلفات الشعرية والكتب والمقالات حول الثقافة والمجتمع والسياسة في بلاده.
درس الراحل في "جامعة يونسي" في سيول، ثم انتقل إلى أميركا حيث نال درجتي الماجستير والدكتوراه في العلوم السياسية والإدارة العامة من "جامعة إنديانا"، ثم عملاً مدرّساً في عدد من الجامعات الأميركية حتى تقاعده عام 2006.
اهتمّ هونغ بالكتابة عن مواطنه الشاعر يون دونغ جو (1917 -1945) الذي يعدّ أحد أبرز الكتّاب الكوريين وأغزرهم إنتاجاً خلال فترة الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية، وتحمل قصائده مضامين وطنية ودعوة إلى الاستقلال والتخلّص من الاحتلال، وترجم هونغ العديد منها مثل "ليلة عد النجوم"، و"صورة شخصية"، و"قصيدة مكتوبة بسهولة" وغيرها إلى اللغة الإنكليزية.
أسهم هونغ في تأسيس رابطة للشعراء والكتّاب الكوريين وأخرى للشعراء الأميركيين من أصل كوري، وأصدر العديد من المجموعات الشعرية، منها: "مفردات الخريف" (1990) و"قمر نيويورك" (2008) و"امراة إنكان" (1994) الصادرة بالإنكليزية، إلى جانب مجموعاته المكتوبة بالكورية مثل "الغزلان ذات الذيل القطني الأبيض" (2015)، وواظب على كتابة مقالات سياسية وثقافية في صحيفة "كوريا تايمز".
أعدّ وحرّر كتاباً بعنوان "خمس ذكريات عن فترة الحرب الكورية 1950-1953"، الذي يتضمّن شهادات لشخصيات عاصرت ما سمّاها "الحرب المنسيّة" التي راح ضحيتها أكثر من مليون كوري، ومنها شهادته التي تعبّر عن ذكريات طفولته حيث بدأت الحرب ولم يبلغ التاسعة، حيث كان يردّد على الدوام أنه لن يكون هناك شاهد على قيد الحياة عليها بعد رحيله.
في الكتاب، تحدّث هونغ عن مسائل لا تزال تعتبر شائكة وحسّاسة في ذاكرة الكوريين الشماليين والجنوبيين، ومنها التجنيد الإجباري للشباب الذين كان يحاول بعضهم الفرار من الحرب، و التجسّس المزدوج الذي اتهم به كثيرون لمصلحة استخبارات عدّة دول شاركت في الصراع، ونجاة العديد من الكوريين من المجاعة والموت الذي كان شبه محقق، والعائلات التي تفرّق أفرادها بين شطري الجزيرة ولا يزالون منقسمين حتى اليوم.