رحل أستاذ الفلسفة المعاصرة والباحث الفلسطيني السوري يوسف سلامة (1946 – 2024)، أمس الاثنين، في مدينة مالمو السويدية، والذي عمل مُدرّساً جامعياً قرابة عقدين وترك العديد من المؤلفات والدراسات الفلسفية والفكرية.
وُلد الراحل في قرية أم الزينات بالقرب من مدينة حيفا المحتلّة، والتي هُجّر منها قسراً مع عائلته إلى دمشق عام 1948، وأصيب في الرابعة من عمره بمرض الرَّمَد الطبيعي، ما أفقده البصر بشكل شبه كلّي، غير أن ذلك لم يحُل دون متابعة دراسته الأكاديمية.
نال سلامة درجة البكالوريوس في الفلسفة من "جامعة دمشق" عام 1969، ثم انتقل إلى العاصمة المصرية حيث حاز سنة 1975 درجة الماجستير من "جامعة القاهرة" عن أطروحته "المنطق عند إدموند هوسرل"، التي أشرف عليها المفكّر زكريا إبراهيم، ثم استحق من الجامعة نفسها عام 1985 درجة الدكتوراه عن أطروحته "السلب واليوتوبيا دراسة في هيغل وماركيوز"، التي أشرف عليها المفكّر حسن حنفي.
عاد إلى "جامعة دمشق" التي عُيّن فيها مُدرّساً عام 1987، وواصل التدريس فيها حتى سنة 2013، حيث انحاز إلى الثورة السورية منذ بداياتها، فاضطر إلى مغادرة البلاد إلى منفاه في السويد، ليعمل أستاذاً للفلسفة والدراسات العليا والبحث العلمي في "الأكاديمية العربية" بالدنمارك منذ عام 2015. وتعود مواقفه المعارضة للنظام السوري إلى فترة أسبق، حيث كان من أبرز الشخصيات المشاركة في ربيع دمشق عام 2000.
كما ترأس تحرير مجلّة "قلمون" الفصلية للأبحاث والدراسات، التي تصدر عن "مركز حرمون للدراسات المعاصرة" في إسطنبول حتى رحيله، وكان يعدّ ملف العدد المقبل الذي يصدر خلال الشهر الجاري عن الآثار السورية، ونشر أيضاً على صفحاتها العديد من المقالات، مثل "تأملات فلسفية في مفهوم الوطن"، و"النقد المزدوج عند صادق العظم"، و"ميشيل كيلو حاضراً بيننا"، و"الجامعة السورية"، وغيرها.
أصدر سلامة مؤلّفات عدّة، من بينها: "الإسلام والتفكير الطوباوي، هل الإسلام يوتوبيا؟" (1991)، و"مفهوم السلب عند هيغل" (2001)، و"فينومينولوجيا المنطق عند إدموند هوسرل" (2002)، و"من السلب إلى اليوتوبيا.. دراسة في هيغل وماركيوز" (2008)، كما شارك مع مجموعة من الباحثين في إصدار كتاب "العلمانية العربية" الذي صدر عام 2009، بتحرير عطية مسّوح، بالإضافة إلى دراساته المنشورة باللغتين العربية والإنكليزية.