في 2019، جرى إطلاق مؤسّسة ثقافية جديدة في تونس العاصمة باسم "مركز تقديم تاريخ ومعالم مدينة تونس" تهدف إلى إضاءة تاريخ المدينة بامتداداته العربية الإسلامية والفترات التي سبقتها، ناهيك عن المرحلة الكولونيالية التي تركت أثرها على البلاد.
في هذا السياق، يُقام منذ أمس السبت معرضٌ للوحات التشكيلي التونسي رشاد ميلادي، وسيلاحظ زائر المعرض تقاطع اللوحات المعروضة، وهي في معظمها لمعالم أثرية لا تنحصر في تونس العاصمة، مع التصميم العام لفضاء "مركز تقديم تاريخ ومعالم مدينة تونس".
يتواصل المعرض حتى 18 كانون الثاني/ يناير الجاري، وهو يقام تحت إشراف وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، كما أنه يتنزّل ضمن سعي "مركز تقديم تاريخ ومعالم مدينة تونس" إلى "تنويع الأنشطة المقدمّة إلى زوّار المعالم الأثرية والثقافية"، بحسب بلاغ تقديم المعرض.
من المعالم التي تقدّمها لوحات ميلادي: الميناء العتيق لمدينة بنزرت (أقصى شمال تونس)، والحنايا، وهي قنوات مياه حجرية تظهر في عدّة أماكن في تونس، كما تظهر في اللوحات عدّة مشاهد طبيعية، والتي تعدّ الثيمة التي تدور حولها معظم أعمال رشاد ميلادي عادةً.
في مجمله، يضمّ المعرض 15 لوحة، وهي تعتمد على خلْط الخامات، ولا يكتفي ميلادي هنا بالموادّ المعروفة لإنجاز لوحاته بل نجد توظيفاً لتقنيات مستوحاة من المطبخ التونسي كـ "الحلالم" و"النواصر"، والتي تساعد أحجامها الصغيرة في تحويلها إلى ما سيشبه المادة الفسيفسائية.