تقف هذه الزاوية مع مصمّم غرافيك في أسئلة حول خصوصيات صنعته ومساهماته في الثقافة البصرية. "ينتمي الفنّ والتصميم بشكلٍ أساسي إلى التطوّر الاجتماعي والاقتصادي، ويرتبط تطوُّرهما بالنهوض الحضاري"، يقول المصمّم اللبناني في لقائه مع "العربي الجديد".
■ كيف بدأت حكايتك مع التصميم الغرافيكي أو كيف أصبحتَ مُصمّمًا؟
- بالصُّدفة. كأغلب الأشياء الأساسية في حياتي: ميلي السياسي، وتوجّهي الفكري، واختياراتي الفنية، وصداقاتي، والفتاة التي اخترتها شريكة حياتي؛ للصُّدفة عندي مكانة خاصة واستثنائية. أنا من الذين يعتبرون الصدفة في كثير من الأحيان حدثاً يخرج من رحم تطوّرات غير مرئية، وكأنّ ما تكتسبه بالصُّدفة يُحافِظ على حيوية أطول عمرًا، وتبقى ملَكة الرسم أو التصميم طازجة، خاضعة لمراجعة دورية وأمام امتحان دائم، إذ ليس عندي شيء مكتمل، وليس هناك شيء نهائي، كلّ شيء ناقص، وكل يوم بداية جديدة. يذكّر هذا بقولٍ للشاعر نزار قبّاني: "عشرون عامًا يا كتاب الهوى ولم أزل في الصفحة الأولى". خمسون عامًا وما زلتُ أهاب القلم والورقة والفرشاة وحنجور اللون.
أمّا لو سألتني عن كيف أفسِّر الصُّدفة؟ لقلتُ: إنّ في دنيا الصُّدف ما هو محيّر بالتأكيد، أحيانًا تحدث كمُعجزة. لكن على أي حال، أنا أُعطي للصُّدفة أفضلية لأنّها تكون السبب في تحقيق ما هو غير متوقّع. ألا يُقال: "رُبّ صُدفة خير من ألف ميعاد"؟ إليكَ الدليل: فأنا حين تخرّجت من الجامعة أخذتني اهتماماتي السياسية والفكرية إلى الصحافة والكتابة. وفي أوّل مجلّة عملتُ كنتُ أجدُ نفسي تلقائياً في غرفة الإخراج أُحدّث المُخرج الصحافي، وأطرح عليه أفكارًا ثم نترافق إلى المطبعة. ودخول المطبعة كان عمادة فنّ التصميم عندي، من تصميم الصفحات إلى ضبط الألوان إلى اختيار الورق إلى تصميم الحروف. المطبعة هي العمادة الحقيقية للمُصمّم الغرافيكي. ومع أنّ الدنيا اختلفتِ اليوم كما يرى الجميع مع الإلكترونيات و"السوشل ميديا"، فإنّ المُصمّم الذي لا يدخل المطبعة الورقية تبقى تجربته كمصمّم ناقصة.
■ هل تعتقد أنّ هناك لغة أو هوية تصميمية عربية خاصة؟
- الفنّ والتصميم ينتميان بشكلٍ أساسي للتطوّر الاجتماعي والاقتصادي. يرتبط وجودهما وتطوُّرهما بمراحل النهوض الحضاري. ولا نستطيع القول إنّ شيئًا من هذا النهوض يحدث في الحياة العربية اليوم إلّا بشكلٍ مُتباعد ونسبي، وأنا لا أستطيع الحديث اليوم عن فنّ رسم له هوية عربية، حيث قد نجد في الفنون الأُخرى كالآداب وخاصة الشعر، وكذلك الموسيقى والغناء، مثل تلك الصفات أو الميزات. لكن أودُّ أن أتوقّف هنا عند مسألة ذات أبعاد عميقة، وهي كيف نحدّد سمات فنٍّ عربي؟ وكيف نتحقّق من هذه السمات؟ هل يكون ذلك بالعودة إلى أعمال تحقّقت في عصور سابقة أو أعمال معاصرة؟ كان المصمّم المصري الكبير محيي الدين اللبّاد (وهو في النهاية مفكِّر في مجال التصميم والفنّ أيضاً)، قد لفتَ نظري لهذه المسألة، حين افترض أن في رسومي بعض السمات العربية التي لم تخطر على بالي بتاتًا. ولا مجال للتوسّع في هذا هُنا، لكن المهمّ في الأمر أن تحديد مثل هذه السمات يحتاج إلى إلمام رفيع المستوى بتكوين العمل الفنّي لا يمتلكه إلّا قلّة.
■ هل يمكن تشبيه التصميم بالعمارة، بمعنى أننا نسكن اليوم في فضاء يصنعه المصمّمون؟
- أرى أنّ التصميم هو ملَكة تكوين هياكل الأشياء أو بُنيتها، مثل هيكل المبنى في العمارة، أو شكل المُنتج، أو عناصر المادّة التحريرية، كالصور والنصوص الموزَّعة على الصفحة. فالمُصمّم يكوّن الشكل، يرسم حدوده، ويحدّد نِسبه. وصفة مُصمّم Designer من أرفع الصفات التي ينالها الإنسان. وعلى رأس هرم المصمّمين من وجهة نظري مصمّم العمارة، وعندي انحياز لمُصمّم الجسور بنوع خاص، كما يعجبني مصمّمو الأدوات.
كلٌّ مصمّم حريصٍ على قيم عمله هو ملتزمٌ بقضايا مجتمعه
والمعروف أنّ كبار المُصمّمين يمتلكهم شغف لتصميم كرسي يحمل اسمهم، ولا أقصد بهذا الكلام أن أغمط المصمّم الغرافيكي حقّه أو مكانته بتاتًا، فصفحة الكتاب البديعة تترك أثرًا عميقًا في نفس القارئ، وصفحة تلو صفحة تلو صفحة. تخيّل أثر مئات آلاف الصُّحف والكتب والمجلّات، إلى جانب الأغلفة والمُعلّبات ولافتات الشوارع والمحال التجارية، ناهيك عن شعاراتِ المؤسّسات والمُنتجات كلّها من صنع المصمّم الغرافيكي. يضاف إليها بطبيعة الحال فنّ الخطّ ومؤخّرًا تصميم الحُروف الطباعية، هذا المجال تأخّر في تحقيق نموّه وتوسّعه. لكنّه في العَقدين الأخيرين بالذات اتّسع إلى أن أصبح بلا حدود، من هنا لا شكّ أن للمُصمّم دورًا كبيرًا في التأثير على الحياة الاجتماعية.
وبالعودة إلى السؤال أظنّ أن المصمّم القدير يتجاوز حدود هذه التقسيمات ويستطيع أن ينتقل متى يشاء من مجال إلى آخر. فنجد مصمّم عمارة يبتدع حرفًا طباعيًّا، ونجد مصمّم مطبوعات يصمّم كرسيًا أو أواني المائدة؛ فهذا هو المصمّم الذي في ذروة كيانه إنسانٌ يكوِّن شكلًا.
■ كيف تنظر إلى التصميم الغرافيكي وهل تعتبره فنّا أم صنعة، ولماذا؟
- كلّ ما يصنعه الإنسان هو صنعة، وليس من صنعة تخلو تمامًا من الفنّ. والفنّ هو كلّ ما يدخل فيه الإحساس. كذلك ليس من فنّ يخلو من صنعة أكان رسمًا أو موسيقى أو كتابة وشعرًا. أرى أنّ التصميم الغرافيكي هو صنعة أو حرفة فنّية، لأنّ مجاله بصري، وعملياً هو فرع من الفنون. كما أنه يمتدّ في ممارسته بين الحرفة الصرفة من جهة، والفن الفعلي من جهة أُخرى. لكن أينما رسمنا انتماءه فإجادته تستدعي موهبة حقيقية. وهذا يُذكّرني بعنوان كتاب لمصمّم كُتب رفيع المستوى، عنوانه بالإنكليزية هو بالضبط: "أقسم بأنّي لا أستخدم فنًّا على الإطلاق". وهذا القول إنما يعكس هذه الازدواجية التي يعيشها المصمّم الغرافيكي؛ هل ما يمارسه فنّ أم حرفة؟ علمًا أن المتمرّس في حرفة أو صنعة من وجهة نظري لا يقلّ موهبة عن صاحب الملَكة الفنّية. المصمّم القدير العارف والمتمرّس ببناء هيكل الصفحات، واختيار الحروف وميزان اللون ونوع الورق، يستحقّ مرتبة عالية في الهرم الإبداعي حتى ولو لم يقدّم فنًّا.
وأودّ أن أذكر هنا أنّني أفضّل الابتعادَ عن تراتُبية المصمّمين التي تروّج لدى شركات الإعلان؛ فهم يُطلقون صفة مصمّم على المبتدئ، ثم تتوالى الرُّتب حتى إنهم يُدخلون في أعلاها تعبير المبدع. مثل Creative Director. أنا لا أُؤيّد هذه الصفات، وأجد تعبير مبدع هنا بكلّ صراحة مستهجَناً. الإبداع موهبة لا تدخل في الرُّتب الوظيفية. إضافة إلى أنّه في السنوات الأخيرة استُهلكت هذه الصفة من كثرة الاستخدام، وكثيرًا ما يكون استخدامًا في غير مكانه، غدت كأنها بدعة؛ بدعة الإبداع. بالنسبة إليّ، الصفة الأساسية للمصمّم هي المصمّم، مهما بلغ من رُتب. مثلما نقول كاتب أو مصوّر فوتوغرافي أو خطّاط، كما أنها تترسّخ حين يزداد قدرًا. وفي نهاية المطاف، إذا شئت وحين ينال شهادات إنجاز كبيرة يصبح مثلًا كبير المصمّمين Chief designer وحسب، كأنه بذلك قد أصبح بروفيسورًا في التصميم.
■ ما هي أبرز التحدّيات التي تواجهك كمصمم وهل هناك تصاميم ندمت عليها؟
- أوّل تحدٍّ، وربما أهمّها، هو تبنّي العمل المعروض علينا. أوّلًا القبول وثمّ الترحيب، وتعلوه بدرجة أو اثنتين الحماسة. والحماسة العفوية تعطي المصمّم دفقًا من الطاقة ليجعل التصميم أقرب ما يكون إلى عمل فنّي كامل الأوصاف. وتأتي الحماسة في الغالب من طبيعة الموضوع وتوقيت طرحه، أو أن يثير الموضوع عند المصمّم فكرة شيّقة فتُخرج من المصمّم خير ما عنده، وأحيانًا تصلُ من طالب العمل إشارة ثقة عميقة تُحرّك في نفس المصمّم ذاك الانفعال الممزوج بالاعتزاز، ففي هذه الحالات - وهي نادرة - يأتي المصمّم بذاك العمل الذي لا تصمد أمامه أيّ عقبات؛ هو العمل الذي تجري الموافقة عليه دون سؤال، وتخرج منه الفروع دون أيّ جهد يُذكر.
تبقى ناقصةً تجربة المُصمّم الذي لا يدخل المطبعة الورقية
وهذه الحالة تُمكّن أيضاً المصمّم من ألّا يعرض على إدارة المؤسّسة سوى خيار واحد، وهو في نظري الوضع السليم لتصميم الشعارات والهويات البصرية. أمّا في الحالات الأقلّ إلهامًا، أجدُ نفسي أعمل جاهدًا على عدّة تصاميم، وتُقدَّم على أساس التفضيل والاختيار، وعادةً يجري الوصول إلى عمل مُرضٍ لا أكثر. وقد نفشل في كسب التكليف ونخسر العمل أو نفوز به دون قناعة منّا، وهنا ربما نواجه حالات الندم.
■ كيف ترى المسؤولية الاجتماعية للمصمّم، وكيف تعلّق على غياب المصمّم الملتزم بقضايا مجتمعه واكتساح ظاهرة المصمّم التجاري الذي يعمل لصالح الشركات والمؤسسات الفنية الكبرى؟
- أبدأ هنا من الأخير. أودّ أن أنبّه إلى الأخذ بالنظرة الدونية لتعبير "التجاري" و"المصمّم التجاري". فهذه النظرة التي تحمل شيئًا من ازدراء العمل في مجال الشركات والمؤسّسات غير مقبولة. فأوّلا التجارة عمل إنساني مهمّ ورئيسي. كما أن المصمّم كمهني يشمل عملُه تقديم خدماته للشركات والمؤسّسات الحكومية وغير الحكومية. بطبيعة الحال، يمكن أن يُوصف العمل بأنّه "تجاري" بالمعنى السلبي للفظة، حين يسمح المصمّم لنفسه أن يقدّم أعمالاً هابطة المستوى إرضاءً للشركة بشكل يتنافى مع قِيم التصميم وأخلاقياته. من جانب آخر، فإن تأثير المصمّم في الأعمال "التجارية" إذا شئت، قد يكون له دور إيجابي استثنائي في البيئة الاجتماعية التي يعمل فيها. فحين ينجح في فرض مستوى رفيع من التصميم على المؤسّسات المختلفة، وتنتشر أعماله في إعلانات الصحف، أو لافتات الشوارع أو في الكتيّبات والكتب، يكون قد ساهم في رفع مستوى الذائقة العامّة، وخلْق قيم راقية لها دورٌ فني وثقافي، بل وفكري.
أن تتمتّع هذه الأعمال "التجارية" بذوق رفيع أو تَستخدم عناصر ذات محتوىً فنّي وثقافي، هو أهم في نظري في نشر الفن من وجود غاليريهات وأعمال فنّية على جدرانها. وفي وقت مبكّر، حين اتّسعت آفاق نشاطي كمصمّم ضمن دار التصميم "المحترٓف"، كان يُقال إنّنا نجحنا في تحفيز شركات الإعلان في السعودية والخليج على إدخال الخطّ العربي في إعلانات الصحف وأعمالها الأُخرى، وإذا صحّ هذا، فهو مدعاة اعتزاز بلا شك. فأن تخترق الممارسات الراقية والأصيلة جدران المجتمع المنتِج، هو فوز للفنّ أشدّ وقعًا بما لا يُقاس من الوصول إلى المعارض الفنية. ولا شكّ أن المصمّم الحريص على قيم التصميم السليمة والمعاصرة هو إنسان ملتزم بقضايا مجتمعه وغيور على تقدّمه، وقد يأخذ هذا التوجّه أبعادًا أوسع، فيطلق هذا المصمّم مع زملاء له نهضة في فنّ التصميم، كما حدث في دول أوروبية عديدة، مثل "باوهاوس" في ألمانيا و"آر- نوفو" في بلدان عديدة و"حركة الفنون والحرف" في بريطانيا.
■ كيف تقيّم تعليم التصميم الغرافيكي في الجامعات العربية؟
- المستغرَب أن هذا التخصّص لم يبدأ الاعتراف به في الجامعات العربية إلّا من سنوات قليلة نسبيًّا. مثال على ذلك "الجامعة الأميركية في بيروت"، وعمرها يزيد عن مائة وخمسين سنة، لم تُنشئ دائرة له إلّا منذ عقدين أو أكثر قليلًا. ربما أهم أسباب ذلك أنّ مهمّات هذا التصميم كانت محدودة ينحصر أغلبها في ما يجري إنجازه في المطابع، ولم تبدأ مجالاته في الاتّساع إلّا مع انتشار شركات الإعلان وتزايُد مهامّها وتنوّع منتجات دُور النشر. كما أنّ السنوات الأخيرة شهدت انضمام وسائل التواصل الاجتماعي، وكلّ الأنشطة الرقمية على اختلافها.
قبل ذلك بقليل، انضمّ تخصُّص الخطّ، إضافة إلى تصميم الحروف الطباعية. وهكذا أصبحت دائرة مهام التصميم الغرافيكي مكتملة أو تكاد. أمّا مستوى التعليم في هذه المعاهد، فما زال ينقصه الكثير، وأوّل ما ينقصه أساتذة ذوو كفاءة. والحقيقة يتهيّأ لي أنّ بعض التطوّر الذي يتحقّق اليوم في معاهد هذا التخصّص يحدث على يد المصمّمين الشباب أكثر منه على يد الإدارات أو المعلّمين. أُلاحظ منذ سنوات "غزوة" شبابية لمجال التصميم الغرافيكي، ومؤخّرًا انضمّ إليه تصميم الحروف الطباعية بنوع خاص لدرجة أنّي أطلقتُ على هذه الظاهرة عنوان ربيع الخطّ العربي.
■ ما هو آخر تصميم قمت به؟
- بمناسبة عيد المرأة العالمي، طلبت منّي مؤسّسة تجارية كبيرة في بيروت تصميمَ شعار لمعرض فنّي كبير، يُقام تكريمًا لقضايا المرأة. وقدّموا مجموعة من الأسماء التي يجري تداولها عادةً مثل: "هي" و"لها". فخطرت لي صيغة الجمع "هنّ"، وصمّمت الشعار بهذا الاسم. الفكرة خطرت لي حين تذكّرت قصيدة قديمة موجّهة إلى الأمهات لشاعر وكاتب لبناني هو رشدي معلوف (1914 - 1980)، ومطلعها "ربّي سألتك باسمهنّ". رأيتُ أن صيغة الجمع هذه فيها قدر أكبر من التعبيرعن مكانة نساء العالَم، وقد استخدمتُ في تكوين الشعار حروفًا من مجموعة "طوطم" التي صمّمتها منذ فترة قريبة بعد انتقالي من جدّة.
■ يوصف المصمّمون بأنهم أصحاب شخصيّات صعبة والتعامل معهم صعب. هل توافق على هذا الوصف وما هو تفسيرك وما هي نصيحتك لمن يتعامل مع مصمم؟
- لن تجد مصمّمًا يوافق على كلامك بسهولة. لكن تشاء الصُّدف (ما دمنا بدأنا بالصدفة نختم بها)، أنّنا منذ سنين أقمنا في "المحترَف" حفل استقبال لبعض الهيئات والمعارف الجُدُد، وحين وقفت أرحّب بالحضور بدأت كلامي قائلًا: "تُجمِع الشركات التي تعاملت مع 'المحترف' طوال العشرين سنة الماضية على أنه مؤسّسة يصعب التعامل معها"، ثم شرحت كيف. كان للكلام وقع طريف على الحضور، وكنّا قد أعددنا للمناسبة أيضًا بروشورًا عنوانه "التصميم صانع مشاكل". لقد قلنا ذاك الكلام لندلّ على أنّنا نحرص على العمل المطلوب منّا، أكثر من صاحبه. لكنّي أسمح لنفسي أن أقول إنّ هذا الكلام فيه صلة ما بالقيمة المهمّة التي تُطرح هذه الأيام حول أفضلية الأعمال التي لها نتائج "مُخلخلة" (Disruptive) إذا جاز التعبير، بكونها تعبّر عن نزعة التغيير الجذرية في هذا العصر. المصمّم الأصيل كما الرسّام الأصيل كأيّ فنّان مساهمٌ في تغيير المجتمع... ولو في كثير من الأحيان كقوّة ناعمة كما يقال.
بطاقة
رسّام ونحّات ومصمّم لبناني من مواليد عام 1947. تخرّج من "الجامعة الأميركية في بيروت"، لكنّه لم يدرس الفنّ أكاديميًّا. بدأ الرسم بشكل حدسي في السبعينيات، قبل أن يؤسّس، في الثمانينيات، دارًا للتصميم في جدّة أطلق عليها اسم "المُحترَف". إلى جانب لوحاته الزيتية والمائية وطباعات الحرير، أنجز عدداً من المجسّمات؛ مثل "بيروت" وسط المدينة، و"جامعة AUB"، و"إثراء" في السعودية، إضافةً إلى حرفَي "ميدان" و"المحترَف" اللذين حصل عنهما على جائزتين من نادي "كبار مصمّمي الحروف في نيويورك". ومؤخّراً، صمّم خطّين مطبعيّين، هما: "طوطم" و"إكليل".