يبني المخرج اللبناني زاهر قيس فكرة عرضه الجديد على وجود رهائن للمجتمع، ورهائن للأفكار، ورهائن للخوف، مشيراً إلى أن الرهينة الكبرى لذلك كلّه هي المرأة التي ربما لا تدرك وضعها من خلال نشأتها التي تميّز بينها وبين الرجل، وكيف تعيد تنشئة الرجل ذاته ليقمع نساء أخريات.
وتتساءل بطلة العمل من تكون؟ وماذا تريد أن تكون؟ وتتداعى في تعبيرها عن اضطرابها وقلقها اللذين تعيشهما لتصل إلى الاعتراف قائلة "أنا. ولا مرة كنتُ أنا"، كما يقدّم قيس "مجموعة مشهديات من الحياة اليومية تحثّ على إعادة نظر بمجتمعنا، التي تختنق بموروثات وعادات وتقاليد مجحفة"، على حدّ وصفه.
بدءاً من الساعة الثامنة من مساء أمس الأربعاء، تُعرض مسرحية "رهائن" على مدرّج "نادي بتلون في الشوف بالقرب من بيروت، ويتواصل عرضها في الموعد ذاته اليوم وغداً، من تنظيم وإنتاج جمعية "سرمدى" ويشارك فيها خمسة عشر متدرباً على فنون المسرح في الجمعية.
تتناول المسرحية المرأة بوصفها رهينة الخوف والأفكار والمجتمعات
يطرح العرض تساؤلات مثل: من خوَّل المجتمع أن يمارس سلطة على المرأة؟ وهل يحقّ التحكّم في مصيرها ويتخذ قرارت حياتها المفصلية، ويفرض عليها التمييز بين أولادها (ذكراً وأنثى) فتعيد تكرار أحداث حياتها مع الأجيال المقبلة.
يسعى قيس إلى تقديم عروضه خارج العاصمة اللبنانية، كما فعل في مسرحيته السابقة "إضراب الحرامية" (2019) الذي احتضنتها بلدة بعقلين في عشرة عروض متتالية، موضحاً أنه أعدّ عمله الجديد بطريقة مغايرة حيث وضع مشاهده وحواراته من خلال جلسات وحوارات حرّة خاضها مع نساء ورجال عكسوا فاهيمهم الحقيقية حول مراحل حياة المرأة والمفاهيم التي تشرّبوها خلال تربيتها في إطار نظام أبوي.
اشتمل إعداد المسرحية تدريبات مكثّفة من أجل التعبير بالصوت والجسد شارك فيها شبان تتراوح أعمارهم بين 16 و35 سنة، يمزجون في أدائهم على المسرح بين الغناء والتمثيل والحركة، من أجل إيصال رسائل العمل التي لا تعتمد على الحوار فقط.
منذ عام 2018، أسّس زاهر قيس "جمعية سرمدى" مع كلّ من بسام بوذياب ونانسي بوذياب ونور قيس ورنيم ريمان، والتي تهدف إلى تكريس حركة مسرحية في منطقة الشوف التي أغلقت فيها جميع صالات العرض، من خلال التواصل مع خريجين من معهد الفنون والمسرح حيث تمّ استقطاب العشرات منهم.