شمعةٌ لذكرى ذلك الولد الصغير

09 يوليو 2024
أنطونيس فوستياريس
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الأسود**: يمثل الكلمات والقصائد المتراكمة والألوان التي تجد ملاذها الأخير.
- **نواة المعنى**: يتحدث الشاعر عن سماع اللغة في نومه، متسائلاً عن النواة الحقيقية للمعنى وهل الانفجار هو النواة.
- **شعر داخل الشعر**: يتناول الشاعر توازن القصيدة، وكيفية ارتقائها، وكتابتها لنفسها، مع تأملات في معاناة البشر وأفكارهم في لحظات الوحدة والجمال.

الأسوَد

الأسوَد هو كلّ الكلمات
التي سقطت، الواحدة فوق الأُخرى
القصائد المطبوعة
الواحدة فوق الأُخرى
وكلّ الألوان التي ابتغت هناك
ملاذَها الأخير.


■ ■ ■


نواة المعنى

أتكلّم يعني أنّي قد سمعت.

في نومي سمعت
قد لا أكون وُلِدتُ بعد
انفجار الأبجديّة الذي كان ينثر
الأجزاء الناريّة
لإحدى نَوَيات المعنى،
لتضيء حولها مئات
المجرّات بالكلمات.
وإذ أتكلّم وأنا أسمع
لغة غريبة كلّها زجاج
مكسّر، أفكّر
ما عساه قد كان معنى النواة
التامّة المخبَّأ -

أم أنّ الانفجار نفسه
قد كان من البدء
النواة الحقيقيّة
لكلّ الأشياء؟


■ ■ ■


شِعر داخل الشِّعر

4
على البيت الذي سأكتبه أترنّح كالبهلوان
على البيت الذي كتبته أتوازن؛
كغصن متين هي القصيدة
حيث أربط أرجوحتي أحياناً
لأتأرجح فوق السواد.

9
هذه القصيدة
سلّم مبنيّ
- كالبقيّة طبعاً، سلّم -
كَي ترتقوا إلى قمّتها الأعلى
فترَوا، خلف السطور، الليل الذي يُشرِق.

11
هذه القصيدة تكتب هذه القصيدة
تقطع من نفسها وتغذّي نفسها.
كلماتها تنتفض عالياً وتعود فتسقط
القصيدة تشقّ طريقاً في ثلج الصفحة -
وأراها مندهِشاً تتكشّف لي.


■■■


الليلةَ أفكّر

بالذين يتعذّبون منغلقين في قوقعتهم
- كي يسمعوا الموسيقى ويدخّنوا -
بالذين حاولوا أن ينتحروا بالجمال
- ارتشفوا زاجَها واحترقوا -
بالذين يزرعهم الخوف في الوَحشة
بالذين يتأرجحون ساهِدين في الهواء
بالذين مارسوا الحبّ وظلّوا أكثر وحدة
بالذين يتبعون صامتين ذكرى تَحمِل الموت
بالذين يرون اسمهم على الجرس
ويدقّون بجنون
ليستيقظ
المستأجِر.


■■■


شمعة الميلاد

وكلَّ سنة يومَ
عيد ميلادك
(أيّاً يكن عدد الشمعات الأُخرى):
شمعة
لذكرى ذلك
الولد الصغير الجميل
الذي يوماً.
ذلك
الولد الصغير
الذي يوماً
كنتَه.


* ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا


بطاقة

شاعر يوناني وُلد في أثينا عام 1953. درس الحقوق ومارس المحاماة لمدّة وجيزة قبل أن يتفرّغ للأدب والإشراف على إصدار مجلّة أدبيّة بين عامَي 1981 و2010. نشر اثني عشر ديواناً. نال العديد من الجوائز الشعرية، وتُرجمت أعماله إلى لغات عديدة.

نصوص
التحديثات الحية
المساهمون