تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "أهتمّ بإحياء التراث العربي انطلاقاً من محاولات تحديث الأصالة"، يقول الكاتب عمر زكريا في لقائه مع "العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- لا أرى أنَّ الكتابة الجديدة وحدةٌ واحدة يمكنني الاطّلاع عليها بكلّيتها، ومن ثمَّ إعطاء رأي شامل يعبّر عنها. لكنّني أحاول دائماً أن أكون نشطاً في اختيار كتبٍ مؤلّفوها معاصرون، لتكون عندي مداخل إلى الكتابات الجديدة، خاصةً أنّه مشهدٌ أسعى للحضور فيه. ويعنيني على الصعيد الشخصي أن أخلق علاقاتٍ مباشرة مع أفرادٍ نشيطين في هذا المجال.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- مجدّداً لا أعتقد أنَّ جيل الكتّاب العرب المعاصرين وحدةٌ واحدة، تتميّز بملامح واضحة وتُصَنّف ضمن معايير معيّنة. بالطبع لنا همومنا المعاصرة التي تدفعنا إلى الكتابة، ولكنّ هذه الهموم شديدة التنوّع. أنا مثلاً مهتمٌّ بإحياء التراث العربي انطلاقاً من محاولات تحديث الأصالة، بُغية الوصول إلى شكلٍ من أشكال الاستقلال الفكري والحضاري؛ لذا وجدتُ نفسي منسجماً مع كتّاب ومحرّرين آخرين يتقاسمون هذا الدّافع.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- لطالما تمنّيت أن يكون المحتوى الثقافي العربي المعاصر مترابطاً بشكل يجعله تسلسلاً لفكر يُشارُ إليه على أنّه نتاج ثقافي عربي، وليس ترجمة للفكر الغربي أو فكر العصر الوسيط. والأعمال الفكرية التي تتمثَّل في مؤلّفات الفيلسوف ناصيف نصار والناقد عبد الفتاح كيليطو، أعدُّها لبِنة مهمّة لانطلاق إنتاج عربي متميّز، وكلاهما مؤثّر في كتاباتي، سواءً التخييلية أو غير التخييلية.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- متقلّبة، فأحياناً أرغبُ بالانزواء عنها، لأنها في كثير من الأحيان تتحوّل إلى فقاعات حول أفراد، سرعانَ ما تتلاشى بتوقّف نشاطهم. وأحياناً أُخرى أرغب بالتفاعل مع البيئة الثقافية بشكلٍ نشِط، على أمل أن نصلَ إلى عتبة الاستمراريّة. ولكنْ يجدر القول إنَّ الوباء أثَّر بشكلٍ سلبيّ على النشاطات والمؤسّسات الثقافية هنا.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- صدر بنسخة ورقيّة في بيروت، وهناك كلامٌ عن صدور نسخة صوتية منه في مستقبلٍ قريب. ولا أدري إنْ بدأ بيعُه بصيغة إلكترونية أم بعد. صدر الكتاب في العام الماضي وكان عمري حينها 31 عاماً.
■ أين تنشر؟
- أنشر كتاباتٍ متنوّعة في عدّة مجلّاتٍ إلكترونية، مثل "رمّان الثقافية" وموقع "كتب مملّة" و"صحيفة المتلمّس" ومؤخّراً مجلّة "فسحة". أمّا رواية "القرطبيّ يستيقظ في الإسكندرية"، فقد نُشرت في بيروت لدى منشورات "ضفاف" بالتعاون مع منشورات "مجاز" في الأردن و"الاختلاف" في الجزائر.
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخطّطة، عفوية، عشوائية؟
- عادةً ما أختار قراءاتي بشكلٍ منهجيّ، وتكون متمحورةً حول ثيمة موحّدة. بل أسعى أيضاً إلى التوفيق بين مواضيع الأبحاث التي أقرؤها ومواضيع الروايات التي أُطالعها بالتزامن مع الأبحاث. لكنّني مع ذلك أحاول أن أقوم بقراءات عشوائية لأضمنَ التنوّع.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
- الإنكليزية غالباً، والإسبانية، لكنْ ببطءٍ شديد.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟
- الترجمة هي مدخل الأدب الأساسي إلى العالمية. وكما نقرأ نحن الآداب غير العربية، أرغب بأن يكون الأدب العربي متوفّراً للقارئ الأجنبي. وسيكون لطيفاً أن أرى أعمالي على تلك القائمة.
■ ماذا تكتب الآن وما إصدارك القادم؟
- رواية جديدة أحاول أن تكون في توليفتها إحالات إلى التراث النثري العربي.
بطاقة
كاتب أدب غير تخييلي، من مواليد عام 1990، مقيم في عمّان. يكتب مقالات حول مفهوم الكِتاب وتاريخه في "رمّان الثقافية" و"كتب مملّة". صدرت له رواية بعنوان "القرطبي يستيقظ في الاسكندرية". كما أنّه يعمل راوياً صوتياً للكتب، ومدبلجاً للأفلام الوثائقية، ولديه منصّة خاصّة بالقصص القصيرة بعنوان "قصّة الأسبوع مع عمر زكريا".