تقف هذه الزاوية مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "أحرص على الاطّلاع على الجديد في ما يتعلّق بنظريات النقد، لكنّي أُنحّيه جانباً قبل البدء بالكتابة"، يقول الكاتب المصري في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
لا أرى أن هنالك كتابة جديدة. فعلى سبيل المثال، عدم الاعتماد على الشاعرية والميل إلى فضح الذات يُصنّفان من ضمن معالم الكتابة الجديدة، لكنهما كانا موجودين منذ رواية البيكاريسك التي ازدهرت في القرن الثامن عشر في إسبانيا. سمعتُ نصيحة لمارغريت آتوود، من قبْل، تقول إنّ على الكاتب ألّا يصنّف نفسه، بل يترك ذلك للآخرين. لذلك أحرص على الاطّلاع على الجديد في ما يتعلّق بنظريات النقد، لكنّي أُنحّيه جانباً قبل البدء بالكتابة.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
قد أُصنَّف من الجيل الذي تزامنت بداياتُ مراهقته مع الثورة، وشبابه مع الإحباط بسبب المتغيّرات الجُلَل للأحداث، لكنّي في الواقع لا أحب تلك القوالب، ولا أميل إلى تصنيف نفسي وتقييدها بالالتصاق بجيل معيّن أو بقعة جغرافية بعينها.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
أستمتع بقراءة ما يكتبونه، وأحاول الاستفادة من كتاباتهم قدر الإمكان.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
تقتصر على صداقات افتراضية على الإنترنت وحضور بعض الندوات، أمّا غير ذلك فلا. أنا شخص غير اجتماعي، وذلك في الأساس دافعي للكتابة، لأني أحب طبيعتي تلك وأحاول الحفاظ عليها من متغيّرات الزمن.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
اعتدتُ ممارسة الكتابة في سن مبكّرة، كهواية للتنفيس عن الذات، ولم أعرض ما كتبته على أحد، لذلك فوجئ الجميع عندما صدرت روايتي الأولى عام 2018. حينها لم تكن لدي نيّة في احتراف الكتابة، حتى تولّد داخلي شعور بأني سأستطيع التطوّر في المستقبل ما بقي استمتاعي بالكتابة موجوداً.
استقبال الثقافات المختلفة للأعمال الأدبية يُضفي عليها متعة خاصّة
■ أين تنشر؟
روايتي الثانية، "الحزب 101"، نشرتها لدى دار "خطوط وظلال".
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
هي خليط من كلّ ذلك؛ أقرأ بطريقة مخطّطة يومياً عن طريق تخصيص عدد ساعات محدّد من يومي للقراءة. وفي ما خلا تلك الساعات أقرأ ــ بطريقة عشوائية ــ ما أشعر أني سأستمتع به، كما أحرص على التنويع في القراءة بين آداب الثقافات المختلفة، بالإضافة إلى الفنون الأخرى مثل الكوميكس، والمانغا، والتقليب العشوائي في المدوّنات الإلكترونية.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
أقرأ بالإنكليزية، ومؤخّراً قرأت بعض القصص باليابانية، وأحاول التحسّن في القراءة بها.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرْجَم أعمالُكَ؟
أرغب بالتأكيد أن تُترجم أعمالي. لدي قناعة بأن استقبال الثقافات المختلفة للأعمال الأدبية يُضفي عليها متعة خاصّة. لم أختبر شعور الكاتب هذا بعدُ، لكني أتمنّى ذلك يوماً ما.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
انتهيت من كتابة رواية عملت عليها لفترة، ولدي مجموعة قصصية كذلك، أتمنّى أن تنالا حظّهما من النشر قريباً.
بطاقة
كاتب مصري من مواليد عام 1996، أصدر روايتين: "حكاية سقطت من الزمن" (دار ابن رشد، 2018)، و"الحزب 101" (دار خطوط وظلال، 2021)، وله قصص قصيرة منشورة في مجلّات إلكترونية مختلفة.