تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "يبدو أننا جيلٌ من الخاسرين والمبعثَرين على خريطة كلّ شيء" يقول الشاعر السوري في حديثه إلى "العربي الجديد".
■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- مثيرةٌ هذه الصفة التي يمكن تأويلها بطرق عديدة. لكنّي أفهم الكتابة كما قدّمها جيل دولوز كصيرورة. أن نكتب يعني أن نصير، ولا يعني ذلك أن نصير كتّاباً، بل أن نصير شيئاً آخر. ربّما تكمن الجدّة في هذه الصيرورة.
■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- أنتمي إلى أجيال متشابكة ومتداخلة. لا أعرف كيف يمكن تحديد الجيل الذي أنتمي له، ولا أعرف إن كانت (لنا) ملامح واحدة واضحة. لقد خسرتُ كما خسر غيري، يبدو أننا جيلٌ من الخاسرين والمبعثَرين على خريطة كلّ شيء، والأدب.
■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- أنتمي إليها في أحيان كثيرة. لا أحبّ التحقيب فعلاً.
■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- تقع بلادي اليوم على خريطة افتراضيّة، عندي بعض الصداقات التي أعتزّ بها، ولكنّي كذلك لست منخرطاً كما يجب. هي مشكلتي طبعاً، لا أعرف كيف تحدث هذه العلاقات، لكنّي أحاول دائماً. أتمنّى لو كان لنا أن نلتقي ونعمل معاً كبيئة ثقافيّة.
■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- كان عمري 26 سنة، صدر في كوالالمبور بماليزيا؛ حيث عشتُ هناك فترة ليست بالقصيرة. قدّمتُ نفسي في مسابقة شعريّة وتعرّفت على كاتبة مهمّة في المشهد الثقافي هناك، قالت لي وقتها إنّها مهتمّة بالنشر لي. أجّلتُ الموضوع إلى عام آخر، ثم رتّبتُ بعض النصوص ونشرت المجموعة (إنتروبية شعرية) باللغة العربية مرفقة بترجمتها إلى اللغة الإنكليزية.
■ أين تنشر؟
- بشكل عام، أكتب في صفحتي على فيسبوك، وأسجّل النصوص على حسابي في ساوند كلاود. قرّرتُ، من فترة قصيرة، أن أبدأ مدونة خاصّة. كنت وقتَها أفكر بإجابة واضحة عن سؤالك هذا تماماً. يمكنني إذاً أن أقول الآن: أنشر في مدوّنتي (نقطة): (www.mwaffahajjar.com)
■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- كنتُ أقرأ كما يُكتب الشّعر. ثم بعد أن أصبحَت القراءة الأدبيّة جزءاً أساسيّاً من حياتي (في مرحلة الماجستير)، صرتُ أقرأ بشكل مخطَّط له، وكذلك تنوّعَت قراءاتي أكثر، خارج حدود الشعر. أحاول أن أُبقي على عنصر العشوائيّة من حين إلى آخر.
■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
- أقرأ باللغة الإنكليزية، وخصوصاً الشّعر والمواد النقديّة.
■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟
- كإشكاليّة. هي فعل سياسي طبعاً. لكنّها كذلك مشكلة أدبيّة. تختلف نظرتي للترجمة باختلاف اللغة المستضيفة. أقدّر كل المترجمين وجهودهم، فالترجمة فعل إنتاج للمعرفة. تُرجمتْ مجموعتي الأولى إلى اليونانيّة، إلى جانب صدورها باللغة الإنكليزيّة كلغة مرافقة. لكنّي سعدت بالرحلة اليونانيّة وباكتشاف نقاط الالتقاء بين اللغتين، وبين الشعريّتين.
■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- هناك مشروع أساسي، وهو المجموعة الشعريّة الثانيّة، والتي أوشكَت أن تُصبح جاهزة. وهناك مشروع كتاب أكاديمي في طور العمل والتطوير.
بطاقة
شاعر سوري من مواليد دمشق 1992، له مجموعة شعريّة بعنوان "إنتروبيّة شعريّة" (2019)، كما شارك في مجموعة قصصيّة صدرت في ماليزيا عام 2020 بعنوان "The lockdown Chronicles". حصل على جائزة أفضل شاعر مهاجر في كوالالمبور عام 2017. مهتم بقضايا تعذّر الترجمة في الأدب، وبالمساحات التي يتقاطع فيها الأدب مع العلم والفلسفة.