عبد الوهاب مرسي.. استعادة ستّة عقود

18 سبتمبر 2024
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **معرض استعادي للفنان المصري عبد الوهاب مرسي في "غاليري ياسين" بالقاهرة حتى العاشر من الشهر المقبل، يعرض مختارات من أعماله منذ الستينيات حتى رحيله.**
- **مرسي تأثر بالفن المصري القديم، حيث استخدم النقوش والرموز الفرعونية في رسوماته ومنحوتاته، مع تطور رؤيته لتشمل مضامين اجتماعية دنيوية.**
- **في مراحل لاحقة، اتجه مرسي إلى تجريدية رمزية، مستخدماً خامات متنوعة مثل الغرافيك والنحت الغائر، مع الحفاظ على العناصر التراثية الفرعونية والقبطية والإسلامية.**

حتى العاشر من الشهر المقبل، يتواصل في "غاليري ياسين" بالقاهرة معرض استعادي للفنّان التشكيلي المصري عبد الوهاب مرسي (1931 - 2021). المعرض، الذي افتتح مساء الأحد الماضي، يضمُّ مختارات من أعماله التي نفّذها منذ ستينيات القرن الماضي حتى رحيله.

الفنّان الذي بدأ حياته رسّاماً في "مركز تسجيل الآثار" لأكثر من ثمانية عشر عاماً، تأثّر على نحو كبير بالفنّ المصري القديم، حيث وظّف العديد من النقوش والرموز الفرعونية، خاصّةً التصوير الجداري، سواء في رسوماته أو في منحوتاته الغائرة.

وتُشكّل الزخارف المصرية القديمة عنصراً أساسياً في تكوين لوحته، ضمن رؤية مُعاصرة أزاحت البُعد الروحاني والطقوسي في تلك الزخارف إلى مضامين اجتماعية دنيوية تطوّرت في أكثر من مرحلة عاشها مرسي، لتتحرّك خارج دلالاتها التقليدية، مثلما تظهر الدوائر والديكة والأسماك والنجوم في لوحاته وغيرها من الأشكال التي تتّخذ حضورها في الزمن الراهن.

عبد الوهاب مرسي في مرسمه
عبد الوهاب مرسي في مرسمه

في لوحة "الرزق" التي نفّذها عام 1960 بألوان الزيت على الخشب، يُهمين اللون الأحمر على التكوين الذي يضمّ شخصين يتقابلان وهُما ينشران شبكة السمك ويُحلّق فوقهما سربٌ من الطيور البيضاء، مع تركيز على فعل درامي من خلال حركة الصيّادين، الذي يتكرّر في لوحات أُخرى تظهر مناظر طبيعية وأجساداً بشرية.

لكن في مرحلة لاحقة، اتّجه مُرسي إلى تجريدية رمزية مبتعداً عن التصوير التشخيصي مع إبقائه على عناصر تراثية فرعونية وقبطية وإسلامية، ولجوئه إلى تنويع في الخامات المستخدمة مثل الغرافيك والنحت الغائر "ريليف"، مستعملاً عجائن رملية تمنح سطح اللوحة الخشونة وتضاريس متباينة، بالإضافة إلى الرسم بالزيت.

تُعرض أيضاً لوحة تتضمّن طيوراً تحلّق في السماء ضمن تشكيلات هندسية تُبرزها بشكل يُخالف هيئتها في الواقع، بينما يظهر رأس امرأة فوق التراب في لوحة ثانية بحجم شعر كبير يجعلها أقرب إلى طواحين الهواء ورُسم فوقه دوائر وخطوط بألوان حمراء وخضراء وترابية.

من المعرض
من المعرض

في تقديمه المعرض، يشير الناقد كمال الملاخ إلى أنّ رسوماته "تنقلك في ثانية واحدة لتعيش الماضي مع الحاضر، جسراً فنياً متوارثاً. إنّ فنّ عبد الوهاب مرسي إنما يعكس في إطار من انصهار الفن وفتراته التاريخية فى بوتقة لوحاته تراثاً فكرياً فنياً مصرياً خالصاً".

يُذكر أنّ الفنان حاز درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة في "جامعة القاهرة" 1957، ودبلوم معهد التربية الفنّي للمعلمين سنة 1958، والتحق بـ"جامعة سان فرنادو" الإسبانية حيث درس الحفر بين عامَي 1971 و1972، وأقام العديد من المعارض في سويسرا وبلجيكا ويوغسلافيا والنمسا، إلى جانب مصر.

المساهمون