في عام 2018، أقامت الفنانة التشكيلية السورية عزة أبو ربعية معرضها الأول تحت عنوان "أثر"، الذي تضمّن أعمالاً في فن الحفر تحاكي من خلالها تفاصيل عايشتها منذ عام 2011 مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في بلادها، التي واجهها النظام بالبطش والقمع والتقتيل.
لوحات استدعت بعضها مناخات الفنان الإسباني فرانشيسكو دي غويا الذي عارض من خلالها الحرب، وكذلك الفساد والتسلّط الذي مارسته قيادات المؤسسة الدينية في زمنه، مستعيرة اللونين الأبيض والأسود في تعبيرها عن الأحداث التي عصفت بسورية منذ أكثر من عقد.
"توق" عنوان معرض أبو ربعية الجديد الذي افتتح في "غاليري صالح بركات" ببيروت في الثالث من الشهر الجاري، ويتواصل حتى الثالث والعشرين من تموز/ يوليو المقبل، بمشاركة المؤلف الموسيقي خالد عمران ومهندس الصوت طارق خلوقي.
يضمّ المعرض أعمالاً تنوّعت بين الرسم والطباعة، تعكس التناقض الذي يعيشه الإنسان في التنقّل بين الزمان والمكان، وفي حركته الدائمة التي توازي التحولات الظاهراتية المستمرة وتسعى الفنانة لتفكيكها، بحسب ما يشير بيان المنّظمين.في العمل الذي يحمل عنوان المعرض، وهو طباعة باستخدام أكواتينت على الورق، يبرز جسد أنثوي ملتف حول نفسه في تشكيل يوحي بمشاعر مختلطة من الضعف والخوف والانتظار، إلى جانب كتابات تبدو كيوميات مرافقة.
وفي الأعمال المعروضة، تختبر أبو ربعية تحولات الجسد من خلال ثيمة الشرنقة والفراشة باستخدام وسائط متعددة لمحاكاة رفرقة أجنحة الفراشة وإيقاع حركتها ومسارها التي تتقر بمن نبض القلب وشوقه.
كذلك تعرض الفنانة اللبنانية نسلي مسعود تجهيزها الفني "تحولات" في الطابق العلوي من الغاليري، ضمن المعرض، الذي تسعى من خلاله لتجسيد قدرة الكائن على التبدّل لتأكيد وجوده، كما يحصل عندما "تتحوّل اليرقات إلى فراشات"، أو عندما "تتخذ المواد أشكالاً جديدة".