ضمن مهرجان "هنا غزّة" الموسيقي، احتضنت "قاعة الشعب" في وسط بغداد، مساء أمس الإثنين، حفلاً لفرقة "عشّاق الأقصى" من مخيّم البداوي شمالي لبنان، في إطار حملة التضامن الثقافيّة التي يشهدها العراق منذ بدء العدوان الصهيوني على غزّة.
القاعة التي افتتحت في السابع من الشهر الجاري، بعد إغلاقها إثر الغزو الأميركي على العراق عام 2003، تشهد انطلاق أولى المهرجانات التي تنظّمها "دائرة الفنون الموسيقية" في وزارة الثقافة العراقية، حيث ستقدّم أمسيات فنية أُخرى خلال البرنامج الثقافي الذي تتبنّاه في حملتها الداعمة لفلسطين.
افتُتِحَ الحفل بوقفةٍ من أجل شهداء فلسطين، أعقبتها كلمة المشرف على "قاعة الشعب" الفنان علاء مجيد، الذي أشار إلى أن تواجد الفرقة في العاصمة العراقية، في الوقت الذي يواصل العدو حملات الإبادة ضدّ غزّة، هي رسالة دعمٍ كبيرةٍ إلى الشعب الفلسطينيّ الذي أثبت رغم العنف والغطرسة الصهيونيّة، وتواطؤ الحكومات، شجاعته وثباته وتمسّكه بقضيَّته.
وتواصل الفرقة التي تأسّست عام 2000، وتضمُّ ما يقارب العشرين عضوًا، من مغنِّينَ وعازفين، من مختلف الجنسيات العربيّة، أداء أغنيات قدّمتها خلال العديد من المهرجانات والتظاهرات العربية عن الوطن والمقاومة.
ومن بين هذه الأغنيات: "شهيد أنا شهيد"، و"يا قدس يا نور العيون"، و"أيا طالب المجد"، و"ترخص دمانا للوطن"، و"درب الحرية"، و"سنّوا عظامي"، و"يا دارنا"، و"وطني حبيبي"، و"إني اخترتك يا وطني"، و"عليها يا شعبي"، و"موطني"، و"يا رايح صوب بلادي"، وغيرها.
يُذكر أن "قاعة الشعب" تأسّست عام 1930 في منطقة باب المعظم ببغداد لتكون صالة أوبرا، حيث شهدت خلال الأربعينيات والخمسينيات العديد من العروض الموسيقية والأوبرا والباليه، وأصبحت في نهاية الستينيات مركزاً لتدريب الفرق المسرحية والموسيقية، ثم اتخذتها "الفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية" مقرّاً لها، حتى أغلقت بعد الاحتلال الأميركي، وجرت محاولة لإحيائها عام 2009 ثم أقفلت مجدّداً حتى أعيد تأهيلها وافتتاحها مؤخراً.