رحل أمس السبت في القاهرة الفنان التشكيلي والناقد المصري مكرم حنين (1939 – 2022) والذي ترك العديد من الدراسات النقدية، وشارك في عشرات المعارض الفردية والجماعية، كما صمم ورسم أغلفة إصدارات أدبية وفكرية لأكثر من أربعة عقود.
ولد الراحل في مدينة أسيوط، ونال درجة البكالوريوس من قسم التصوير في "كلية الفنون الجميلة" بالعاصمة المصرية عام 1962، ودبلوم الدراسات العليا في التصوير سنة 1975، حيث بدأ عمله في الصحافة منتصف السيتينات في جريدة "الأهرام"، وكتب عشرات المقالات الفنية في الصحف والمجلات المصرية.
أقام حنين أول معرض فردي له عام 1972، وتنوّعت أعماله بين لغة واقعية كما في لوحاته التي تصوّر الريف المصري مثل "حاملة الجرّة" مع اقتراب من التكعيبية، وكذك في لوحة "العلماء" التي تحتشد فيه مجموعة علماء من فترات مختلفة من تاريخ مصر، وفيها تبرز براعته في التلوين وتوزيعه للظل والنور على سطح اللوحة.
كما رسم العديد من البورتريهات النسائية التي تميل معظمها إلى بساطة التكوين واختزال الخطوط مع جنوح نحو الفطرية، مع التزام بقواعد التشريح، إلى جانب العديد من الجداريات التي نفّذها في مدن مصرية ومنها "الصحافة والديمقراطية"، و"الحياة على ضفاف النيل"، و"عصر المعلوماتية والصحافة".
ورسم حنين أيضاً أغلفة كتب عدة بالإضافة إلى رسوماتها الداخلية لمؤلفات كتّاب مثل نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، ولويس عوض، وعبد الرحمن الشرقاوي، ويوسف إدريس، وصلاح عبد الصبور، ومحمود درويش، وسميح القاسم، وصلاح جاهين وغيرهم.
يشير الكاتب ناصر عراق إلى أن "مكرم حنين هو سادس رسام يعمل بمؤسسة الأهرام، بعد جيل من الرواد أولهم الشيخ عبد المجيد وافي، ثم كمال الملاخ، وميشيل جرجس، ورشاد منسي ويوسف فرنسيس"، موضحاً أنه "اكتسب طوال تاريخه مهارات تكنيكية وشفافية في التنفيذ جلية ومحببة، بخطوط بسيطة ومساحات عريضة ومنبسطة من اللون الرمادي حدد أشكاله، سواء المرأة أو الرجل..".
يُذكر أن حنين أصدر عدّة مؤلّفات، منها "دراسات حول تحليل الأعمال الفنية بالأهرام"، و"خمسة مبدعين مصريين: عن نحاتي سمبوزيوم"، وشارك في عشرات المعارض التي أقيمت في الولايات المتحدة وإيطاليا وبلغاريا واليونان وتركيا وفرنسا ومصر.