تقيم مؤسسة عبد الحميد شومان، أمسية لقراءة قصة افتراضية للكاتبة اللبنانية فاطمة شرف الدين، المتخصصة في أدب الطفل، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، عند الرابعة من مساء الخميس 17 كانون الأول/ ديسمبر، عبر منصة زووم وصفحة المؤسسة على فيسبوك.
تقول شرف الدين في حديث لـ "العربي الجديد"، إنها ستقرأ قصة "بطل من نوع آخر"، وهي قصة طفل اسمه ساري، ولد بقلب مثقوب، ما يمنعه من ممارس أي نشاط بدني مع رفاقه وأقاربه. يسمونه بطل أمور يبرع فيها وهو يشاهدهم. بطل القراءة أو بطل بناء قصور الرمال. فهو بطل من نوع آخر! بتشجيع صديقته ماريا ووقوف أهله بجانبه، يتخطى ساري العملية الجراحية التي تجرى له بنجاح، ويحقق حلمه بأن يصبح نشيطًا معافى ككل الأطفال.
وتضيف "القصة توصل للطفل فكرة أنه يمكن تحدي أي صعوبات في الحياة بالتكاتف والحب والشجاعة الداخلية"، وحول التواصل الافتراضي مع الأطفال توضح "اللقاء الافتراضي ليس كاللقاء الفعلي مع الأطفال. فالتفاعل المباشر يجعل اللقاء حيويا والقراءة فعالة أكثر ومؤثرة بالطفل بشكل أكبر، خاصة وأنه يرى الكاتبة أمامه يتفاعل معها، كما يرى الكتاب ويمسكه بين يديه إن أراد ليتصفحه ويتمتع بصوره".
ولكن في وضع العالم الحالي، حيث لم يعد ذلك ممكنًا، "نستعيض عنه بلقاءات افتراضية. من تجربتي حتى الآن، أجد أن المعلمة أو أمينة المكتبة التي تستضيفني وتدير الجلسة تقوم بذلك بشكل فعال للغاية، بإعطاء الإرشادات اللازمة للأطفال من حيث طريقة المشاركة بتعليق معين أو سؤال معين للكاتبة".
وتكمل "تسعدني هذه اللقاءات اليوم لأنني أشعر أن الأطفال يقدرونها ومتعطشون لها في ظل "الوحدة" التي يعيشونها في بيوتهم، حيث يحضرون صفوفهم عبر الإنترنت ولا يلتقون بأصدقائهم لمدة أسابيع أو أشهر أحيانًا".
وعن أساليب القراءة الافتراضية تشرح "عادة، يدور نقاش بعد انتهائي من القراءة. أبدأه بطرح سؤال معين عن القصة، وهذا يشجع الأطفال على الإجابة وعلى مشاركة أسئلتهم أو تقييمهم للقصة. وإن كان الأطفال في الصفوف الابتدائية، أقترح عليهم نشاطًا معيّنًا مستوحى من الكتاب. وأعرف من المعلمات فيما بعد، بأنهن يستفدن من هذه الأفكار ويقمن بالأنشطة المقترحة مع الأطفال؛ قد تكون أنشطة فنية، أو تمثيل الشخصيات أو كتابة نهاية مختلفة للقصة على سبيل المثال".
ما زلت أبحث عن طريقة لمقاربة موضوع الوباء بشكل إبداعي غير متوقع
تقول شرف الدين عن أسلوبها في القراءة "لا أحب المبالغة في التعبير كالصريخ أو الضحك أو البكاء مثلًا لو كان ذلك موجودا في القصة. أقرأها ببساطة، لكن بالطبع ليس بنبرة صوت مسطحة أو مملة، وخلال قراءتي، أترك الوقت للطفل كي يعبر عن رد فعله، إن كان بالضحك أو بالتعبير عن المفاجأة وما إلى ذلك".
وإن كانت تفكر في كتابة قصة للأطفال حول الوباء بشكل عام وكورونا وما عشناه خلال العام الماضي، توضح "طبعًا، لكني لا أريد أن أكتب عن الأمر بشكل مباشر بحيث أذكر السلوك الحسن في هذه الأيام، أو عوارض المرض والمأساة التي يعيشها العالم. ما زلت أبحث عن طريقة لمقاربة الموضوع بشكل إبداعي غير متوقع".