"'مسرح الحرّية' هو منارة الأمل والصمود في مواجهة الشدائد التي لا يُمكن تصوُّرها. يستحقّ أصدقاؤنا في هذا المسرح الحقّ في القيام بعملهم دون خوف من العنف أو الاضطهاد".
هذه الكلمات بعضٌ ممّا جاء في رسالة وقّعها، مؤخّراً، أكثر من ألف فنّان وناشط ثقافي من بريطانيا للمُطالبة بإفراج الاحتلال الإسرائيلي عن مصطفى شتا وجمال أبو جوس العضوين في "مسرح الحرّية" بجنين، بالإضافة إلى مئة ناشط فلسطيني آخر من المدينة.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقل كُلّاً من شتا، المدير العام للمسرح، وأبو جوس، أحد مُدرِّبي المسرح للصغار، إلى جانب المدير الفنّي أحمد طوباسي، الذي أُطلق سراحه في وقت لاحق، خلال عمليات مُداهمة واقتحام نفّذها في مُخيّم جنين، شمال الضفّة الغربية، يوم الثالث عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
ولفتَ الموقّعون إلى أنّ الفنّانَين الفلسطينيَّين قد تعرّضا للضرب المُبرح أثناء الاعتقال، كما أنَّ قوات الاحتلال قامت بإطلاق النار على مبنى المسرح، ودمّرت أجزاءً من المكاتب الداخلية، وأنّ هذه العملية جاءت بعد ثلاثة أسابيع على قتل "إسرائيل" ثلاثة شبّان كان لهم نشاطٌ داعم لـ"مسرح الحرّية"، وهُم: يامن جرّار (17 عاماً)، وجهاد نغنغية (26 عاماً)، ومحمد مطاحن (30 عاماً).
كما ندّدت الرسالة بما يتعرّض له قطاع غزّة من حرب إبادة مفتوحة منذ أكثر من شهرين، حيث تجاوز عدد الشهداء العشرين ألف، من بينهم شعراء وكتّاب وفنّانين بارزين مثل الشاعرة هبة أبو ندى، والشاعر سليم النفّار، والشاعر والأكاديمي رفعت العرعير، والمسرحية إيناس السقا، والتشكيلية هبة زقوت، بالإضافة إلى تدمير عشرات المراكز الثقافية والمنشآت الفنية في القطاع.
وختم الموقّعون رسالتهم بجملة من المطالب، تتمثّل في الإفراج الفوري عن الفنّانَين الفلسطينيَّين بالإضافة إلى مئة ناشط اعتقلوا من المدينة، ووضْعِ حدٍّ لاستهداف المراكز الثقافية، والوقف الفوريّ والدائم لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال في غزّة، ووقف التوسّع الاستيطاني في الضفّة الغربية، وتنفيذ حقّ عودة اللاجئين إلى فلسطين.
يُشار إلى أنّ "مسرح الحريّة" تأسّس عام 2006؛ وهو النسخة الثانية من "مسرح الحجارة" الذي تأسَّس عام 1987، كشكل من أشكال "مقاومة الاحتلال بطريقة إبداعية ثقافية"، قبل أن تهدمه "إسرائيل" خلال ما سُمّي بعملية "الدرع الواقي" في آذار/ مارس 2002، وتعتقل زكريا الزبيدي، كما اغتالت عام 2011 مدير المسرح السابق، جوليانو مير خميس، وفي صيف هذا العام قصفت مُحيطه بقذائف صاروخية، مُدمّرةً أجزاء منه.