يضيء الفنان الجزائري الفرنسي قادر عطية (1970) التاريخ المشترك بين المستعمر والمستعمَر، حيث تشدّهما الذاكرة إلى تلك المساحة التي يجب تفكيكها، في سعي للتخلّص من الهيمنة الكولونيالية على مجتمعات العالم الثالث وعلى مجتمعات اللجوء والمهاجرين في أوروبا.
ويستكشف في أعماله الوسائل التي يواصل من خلالها الاستعمار تمثّل ثقافته لدى بقية الثقافات، وهو ما يولّد صدمة لأفرادها، يعكسها في اشتغالاته المنوّعة في التصوير والفيديو والنحت والرسم والأعمال التركيبية، التي تعكس تلك الفجوة بين الغرب وبقية العالم والتي يصعب حتى اليوم تجميلها.
"عن الصمت" عنوان معرضه الجديد الذي يفتتح في الخامس عشر من الشهر المقبل في "متحف: المتحف العربي للفن الحديث" بالدوحة، والذي يتواصل حتى التاسع عشر من كانون الثاني/ ديسمبر 2021، وهو مخصّص لأعمال الفنان خلال العقدين الماضيين، من تقييم عبد الله كروم ولينا رمضان.
يتضمن المعرض تركيبات خاصة بموقع المتحف، ومنحوتات، والكولاج، ورسومات، وفيديو، وصور فوتوغرافية، وتناقش "مخلفات ما بعد الاستعمار والعقود التي تلتها من (الإصلاح) النفسي على المستويين الاجتماعي والفردي"، بحسب بيان المنظّمين.
ويشير البيان ذاته إلى أن "الفنان يهدف إلى إثارة التجربة العاطفية والجسدية للمشاهد/ة أثناء تفاعله/ها مع الأعمال على مستويات مختلفة، تُرى من الأعلى ومن الأسفل ومن الداخل، ولكن نادرًا ما تكون مباشرة"، وسيكون هناك عملان فنيان جديدان تم تكليف عطية بإعدادهما.
وكان آخر معرض أقامه في مدينة ساو باولو بالبرازيل، الذي اختتم نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، بعنوان "إصلاحات لا يمكن إصلاحها"، وفيه يبحث في مفهوم الإصلاح باعتباره عملية تحسين وشفاء، سواء كان على صعيد مؤسسات أو تقاليد أو مواضيع أو أشياء، لكنه يربطه أيضاً بالخسائر أو الجروح ، بالشفاء أو إعادة التملك، في نقض لفكرة الإصلاح في الغرب التي تتمثّل في إعادة الأشياء إلى حالتها الأصلية ونظامها، بحثاً عن الكمال والجمال المثالي.
يلجأ عطية إلى صور رموز أفريقية، مثل الأزرار وقطع المرايا، ويضعها جنبًا إلى جنب، ومنها تشير صور قدامى المحاربين والمنحوتات التي تم إصلاحها إلى الحرب والإصلاح، والعنف الاستعماري.