ألم مقدّس
أشعر أنّني بدون أصل
بدون نسب
أينما أَنْتَهِ تَغْمُرْني
الموسيقاتُ
جوانبُ المدينة المضيئة.
أَسيرُ خارج الحدود
راغباً في أن أُوْسَرَ
وأَعترِفَ
بأنّني كنتُ لا شيءَ
ألماً مقدَّساً
في لَوح الكَتِف.
■ ■ ■
لون أصفر جافّ
اعلَم أنّ السيجارة التي تُدخِّنها
مع الوقت
ستترك في يدك اليمنى بين
الأصابع
لوناً أصفر وهو أثناء
الطعام، عندما تُخرج
التذكرة في الحافلة، عندما تَمشُط شَعرَك أمام المرآة
سيُريك الساعات التي مرّت من غير أن تستطيع إمساكها إطلاقاً
وأنت تُدخّن أكثر
وتُدخّن أكثر
وتُدخّن.
■■■
يحيا
هل يحيا الملك الإسكندر؟
سألَتِ الحوريّةُ البَحّار
وهو الذي كان يربط الحبال
فوق على الصواري صاح:
- يحيا!
أكان يحيا أم لا، لم يكن يعرف
فقد كان بحّاراً وحيداً في البحر
وكانت الحبال كلّها ملح
والرياح شديدة.
■■■
في أحد شوارع تيرانا الضيّقة
قدّم لي صديقه
- يجمع عبواتِ مشروباتٍ
وبيرة فارغة، قال،
في الليل، لأنّه في النهار يخجل
من أن يروه؛ يبيعها بالكيلو.
يسكن مع أُمّه. هي أسفل في الغرفة
وهو فوق، يصعد السلّم الخشبيّ إلى الغرفة.
لا ترى يديه، رجلاه في
الجوربَين الأبيضَين.
تنام عندما يشرع بعمله. وحين يعود
تصمت كي لا توقظه.
لو لم يقل لي إنّه من هنا
لظننت أنّه مصريّ
في النيل يائساً طوال النهار
يجذّف
ليبلغ أين؟
■■■
ملاك المساء
إلى اليمين داخلاً إلى المرفأ
أسفل ساعة الطواحين بقليل
فوق كنيسة الكاثوليك
خلف منازل الأرمن
يصل في العشيّات
ملاك المساء.
يداعب وجوه المنسيّين، والجَهَلة
يجوز باب البورصة
ويقف على حطام الشاطئ.
يتساقط المطر على غاباتٍ
أو مدنٍ تقف مبلَّلة في النهار.
تَبيَضُّ البنسلين على الأرض، يقول
إذ لا يَفهَمُه أحد.
■■■
ثورات ناقصة
أُصلّي في الليل من أجل حياتك الخاصّة
الآن وقد حرموك الحقّ في الحياة
كما الطلّاب في الباحة، كما الطفيليّون
في البرامج الرسميّة على الإذاعة
"برامج وطنيّة للانتصاب"
وصرت أرى الآن أنّ كلّ شيء يحصل
بلا معنى، بلا ضجيج خلف الجدار
جسمُك حين تستلقي
المسافة من السقف
الخطّ المائل من الشارع الرئيسيّ
الزيارات التي قلّلتَها
كلماتُك على قِلّتها ملقيّة أثناء النهار
علمت أنّك صرت تعيش الآن وقد قطعنا الرسائل
وليس عندنا وسيلة أخرى لنتشاجر
كنت أعرف طريقاً واحداً فقط في مدينتك
كان يطلّ على المَحاكم وعلى المُحاكمات الخاسرة
يا تُرى الآن أثناء نومك
هل ينزل ذاك من النافذة المفتوحة
ويلحّ عليك طالباً سيجارة
ها هو صديقي، وحيداً وسط الحشد
يشرب في صحّتكم جميعاً.
* ترجمة عن اليونانية: روني بو سابا
بطاقة
Γιώργος Χρονάς شاعر يونانيّ من مواليد عام 1948. صدر له أكثر من أربعين كتاباً في الشعر والمسرح والمقالة الصحافيّة. إضافة إلى الكتابة، عمل في المجال الإذاعيّ بين عامَي 1979 و2011، وأسّس داراً للنشر تميّزت بإصدار مجلّة أدبيّة منذ عام 1981 بلا انقطاع.