كتاب ضد العدوان: بريد الجزائر إلى غزة

08 اغسطس 2014
غرافيتي في غزة
+ الخط -

يضبط الشارع الجزائري عقاربه هذه الأيام على توقيت فلسطين، ولعلها من المحطّات القليلة التي يتوحّد فيها المجتمع المدني الجزائري على شعورواحدة، منذ خروجه من سنوات العنف في تسعينيات القرن الماضي.

فبعد مبادرة "مهرجان تمقاد"، أكبر مهرجان فني في الجزائر، بتخصيص عائدات طبعته الحالية (تختتم غداً السبت) لغزة، انضمت "النقابة الوطنية لناشري الكتب" إلى المسعى، وأطلقت مبادرة أسمتها "كتاب ضدّ العدوان"، وتهدف إلى بناء جدار من الكتب في غزة.

وقال رئيس النقابة أحمد ماضي لـ "العربي الجديد" إن مخازنَ ستُفتح في المحافظات الثماني والأربعين، لاستقبال تبرعات الجزائريين من الكتب، وقد تكفلت دور نشر بذلك، منها "دار بهاء الدين" و"دار نوميديا" و"دار مدني".

ولم يُخف ماضي غبطته من الروح العالية التي تعاطى بها الجزائريون مع مبادرة النقابة، حتى أن بعضهم تبرّع بمكتبته الخاصة كلها. كما انخرط الأطفال في المسعى، فأحضروا قصصهم وأهدوها إلى طفل غزة الذي قال عنه "إنه بحاجة إلى أن يَقرأ ويُقرأ عنه، لأنه نموذج حي للطفولة المظلومة في العالم".

إن سقوط بيت في غزة، يُتابع ماضي، يعني أن تزهق أرواح، وتردم كتب، وإن فاتنا أن نعوّض الأرواح المزهقة، فلن يفوتنا أن نعوّض الكتب المردومة، "فعلى فلسطين أن تواصل مقاومتها بالكتاب، مثلما تقاوم بالسلاح".

من جهته، يقول لنا الروائي والشاعر فيصل الأحمر إن ما يقلق إسرائيل، ليس السلاح الذي في حوزة المقاومة فقط، بل كذلك أن الإنسان الفلسطيني متعلمٌ، "وله مساهمته في تغذية الفنون والآداب العالمية، بإبداعات عميقة استطاعت أن تسافر إلى لغات العالم. علينا ألا نندهش من قصف إسرائيل للمدارس، لأنها تريد إنساناً فلسطينياً جاهلاً في المستقبل".

وثمّن الكاتب محمد قسط قرار النقابة بفتح مخزن لجمع الكتب، في مدينته "وادي سوف" الواقعة جنوب الجزائر، فقرب المخازن يسهّل على الناس الوصول إليها للمشاركة في المبادرة.

وكذلك هو المشهد في مدينة "بودواو" شرق الجزائر العاصمة، حيث يطوف شباب على البيوت والمكتبات، لجمع ما يمكن جمعه من الكتب، حريصين على أن تكون النسخ مهداة بخط اليد، مع وضع العناوين الإلكترونية.

المساهمون