لا أعرفُ ما هي الحياة وكيف تُستخدم، وعدم معرفتي بها يضاهي عدم معرفتي بالموت كأيٍّ إنسان آخر. من هنا يبدو لي أنَّ الكلام عنها يوقعني في فخ أن أبدو للعيان مريضاً. من هي الحياة كي ترغمني على أن أوصف بالمريض؟ قد أفكّر أنّني بائسٌ كنتيجة حتميّة لامتلاكي عقلاً مصاباً بضرر ما، لكن إيّاكم أن تظنّوا أنّي لا أروّضه كلّ حين، فهذا العمل هو شغلي الشاغل.
■ ■ ■
اسمُكِ منقوشٌ بالصدف على الرمال، واسمي سأنقشه على شجرة الكينا العملاقة.
لا تخافي، حتى اسمينا سنزوّجهما لبعضهما
في ورقة ما.
■ ■ ■
العملُ الشاق يساعد على الكتابةِ المُجدية
القمر ليلاً يُزيل التشنّج العاطفي المرَّ عن القلب
الشمس نهاراً ستجلدنا كفايةً كي نهشّم رأس الحزن المغرور
والأوراق المكتوب عليها شِعراً في العالم
ترغب لو تصير ديواناً منفرداً مرموقاً.
■ ■ ■
أريد أن أنام كأرجوحة مهتزّة كفّت عن الحركة
كسجادة مخملية مفروشة أوّل الشتاء
كطائرة ورقية ثُبّتت أخيراً في السماء.
■ ■ ■
لا تزعزعي ثقتي بقدرتي على إسعاد نفسي، أيّتها النحلة الخفيفة.
■ ■ ■
الحريق الذي شبّ في الدور العلوي، كان بإمكانه أن يصير انهياراً ثلجيّاً لولا فكرته الخاصة عن الحياة والموت.
■ ■ ■
تُطرقُ لي شجرة الليمون
عندما أمرّ من أمامها،
تستسّلم لي عريشة العنب
بينما أقطف ورقها الأخضر
تتطوّح الحمامة قليلاً ثمَّ تضعُ بيضةً في عشّها
بعدما أمسكها صديقي المبارك الملتحي.
لنفهم الأشياء الصغيرة
لا نحتاج لعدسة مكبّرة إطلاقاً.
■ ■ ■
رأيت صخرةً ثقيلة دجّالة، قالت لي بعظمة لسانها احملني وضعني هناك، فقلت لها احمليني أنتِ وضعيني على سريري في البيت.
■ ■ ■
ويحاً لقلبي لمّا اقتنع بغيركِ
وأنتِ الترياق الحقيقي لكلّ سمومي المستعصية،
وأنتِ السهل الفسيح لأفراحي السريعة
وأنتِ التلّ المنيع لصداحي الطويل.
أطلقيني في البراري كحصانٍ يصهل باحثاً عن زمرته
أرخي منكبيّ المتصلّبين من قهر الزمان
وخذيني بين أحضانك الرّخامية
كفراشةٍ تقف على حافة لونها الأسود.
*كاتب من فلسطين