كريت
أبحث عن أيّامي
وعن فرحي الذي بدّدته
على دروب غريبة
في أسفار لم أشأها
تارةً في كريت مطارِداً الوَعل الشريد
وتارةً في الشمال مُتَرَقِّباً البرابرة؛
وكانت مدينتي تبعد
يوماً بعد يوم وأصدقائي
مثل قارب مشؤوم.
◼◼◼
لازمة
فليكن؛
هكذا فقط سيثبّت جسدي
وقدمي ستغور
ثقيلةً في الدرب؛
هكذا فقط
سأراك تكبر
كيومٍ صيفيّ.
◼◼◼
غرانيتسا
لم يتغيّر شيء؛ ولا حتّى فاصلة.
كلّ الأشياء في محلّها تكلّمت اللغة نفسها
ثانيةً. البيوت والطرُقات والناس.
وحدَه هذا النهر اتّخذ اسماً آخر
والآن يصبّ في بحرٍ أليفٍ
لكنّ مدينتي أمعنتْ بُعداً.
◼◼◼
القناع الأخير
آه، دروبٌ كالدوّامة
فلتأخذْني
من اللاشيء
إلى اللامكان
ولتصبحْ حياتي حياةً لا تُحتَمل.
فلتَطُفْ عليَّ
مياهُ المجاري الوسخة.
وكطبقات الوحل
لتخرجْ من فمي
المياهُ الوسخة.
ولتخنقني،
لأنّ هذا يعجبني،
يعجبني.
آه!
الأصفر،
أصفر الكراهية.
ضوءاً أصفر، من فضلكم!
فأضع بنفسي
يديّ ذاتيهما
وكالمجنونة
أقتلع عينيّ،
جسدي.
فينبح حيوانٌ
ليلَ نهار
داخل جسدي
ولا يجد درباً
ليخرج.
فيعذّبني
كم يعجبني،
يعجبني.
آه!
الأحمر،
أحمر الشوق.
ضوءاً أحمر، من فضلكم!
(تضحك)
فأبتسم.
ومن الخلف
بكلمات التشهير،
بسمومٍ ووشاية،
أحاول
أن أمزّقهم.
وسطَ أوهام،
وسط أمجاد كاذبة
ومرايا باهتة
أبني حياتي السمِجة.
داخل خدعة
داخل لا شيءٍ متغطرسٍ،
تتهاوى هي أيضاً.
إنّي حائرة ومزدوجة
الجنس والرأي والشكل.
لكنّ هذا يعجبني،
يعجبني.
(تضحك)
الأزرق،
أزرق السماء.
ضوءاً أزرق، من فضلكم!
أحبّ أن أذهب
حيث تهبّ الريح.
أطوف
يمنةً ويساراً
بِالزعم
واللاشيء
أثناء ملَلي،
لكنّ هذا يعجبني.
أحيا وأموت
وسط كذبة
من غير أن أفطن،
لكنّ هذا يعجبني.
إنّ نصفيَ في الضوء
ونصفي الآخر في العتمة،
لكنّ هذا يعجبني.
يعجبني، يعجبني، يعجبني...
* ترجمة عن اليونانية: روني بوسابا، والنص الأخير مقطع من القصيدة المسرحيّة "القناع الأخير" التي عُرِضَت عام 2006 في مهرجان "باتراس: عاصمة الثقافة الأوروبيّة". كتبها في البداية كوستاس لوغاراس ثمّ تشارك مع المخرج ثيوذوروس تيرزوبولوس في صياغة النصّ النهائيّ الذي اخترنا منه الجزء المترجَم. صدرت القصيدة في كتاب خاصّ عام 2020، نُشِرَت فيه جميع مراحل النصّ بدءاً ممّا كتبه لوغاراس وانتهاءً بما وصل إليه النصّ بعد مشاركة المخرج في مسيرة الصياغة.
بطاقة
كوستاس لوغاراس شاعر وروائيّ وكاتب مسرحيّ يوناني، وُلِدَ في مدينة باتراس عام 1950. درس الأدب الكلاسيكيّ في جامعة أثينا والتحق بمجال التعليم الثانويّ. له ما يقارب العشرين مؤلَّفاً في الشعر والنثر والنقد.