يكاد يغيب أي تأثير حقيقي لمعظم المؤتمرات، التي تعقدها أقسام الترجمة في جامعات العالم العربي، على طبيعة التوجّهات التي تحكم نقل المعارف والآداب من مختلف اللغات إلى اللغة العربية، أو تطوير أدوات المترجم وضبط الجهاز الاصطلاحي، والتقريب بين التنظير للترجمة وتطبيقها عملياً.
في "جامعة اليرموك" بمدينة إربد (85 كلم شمال عمّان)، تنطلق عند العاشرة والنصف من صباح الأربعاء المقبل أعمال "المؤتمر الدولي الأول لدراسات الترجمة"، والذي يتواصل ليومين بمشاركة حوالي أربعين باحثاً وباحثة من عدد من الجامعات والمؤسسات العربية.
في حديث إلى "العربي الجديد"، يشير أحمد الحراحشة، أستاذ اللغويات الاجتماعية في "جامعة اليرموك" ورئيس أعمال المؤتمر، إلى أن الفكرة انطلقت بمبادرة من قسم الترجمة في الجامعة، لتعزيز أهمية الترجمة في جميع حقول المعرفة والتعرف على التحديات التي تواجه المترجمين الأردنيين والعرب.
وأوضح أن من أبرز أهداف المؤتمر دراسة واقع الترجمة في مختلف الميادين (السياسية والاقتصادية والأدبية والقانونية والعلمية والصحافية)، والترجمة بمساعدة الحاسوب والترجمة الآلية وترجمة الشاشة، وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المترجمون والحلول المقترحة لها، وحثّ الباحثين والمترجمين على معرفة استخدام استراتيجيات الترجمة المناسبة في كل تخصّص، والسعي إلى تأسيس نواة بحثية مشتركة.
من بين الأوراق المقدّمة: "الترجمة من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية: الإشكالات والمحاذير" لأحمد موسى، و"الترجمة والمثاقفة العربية الفارسية: ترجمة كتاب 'أنطولوجيا الرواية الفارسية المعاصرة' أنموذجاً" لبسام ربابعة، و"ترجمة القصائد العربية نظماً إلى التركية العثمانية: ترجمة علي البوسنوي لعينية ابن سينا أنموذجاً" لحسان الزيود، و"ترجمة مصطلحات طب العيون من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية باعتماد الذكاء الاصطناعي المتمثل في برمجة وتطبيق ودوره في صناعة المعاجم المتخصصة على ضوء النظرية الخاصة لعلم المصطلح" لمروى جابوري وإيمان محمودي.
إلى جانب أوراق: "تحديات المترجم القانوني في عصر الرقمنة" لمحمد أبو عمر، و"الترجمة الآلية العصبية للعناوين الصحافية" لأنس ستيتي، و"مدى كفاية الترجمة الآلية لتويتر وإنستغرام في تحقيق المعنى السياقي في ترجمة عناوين الأخبار" لغفران بني عيسى، و"التوجه الإعلامي الفوري في الترجمة" لنور طه، و"الترجمة ومترجمو لغة الإشارة" لمعاوية الزور. كما تُعقَد جلسة ختامية لمناقشة نتائج وتوصيات المؤتمر، وورشة عمل بعنوان "تدريب على الترجمة باستخدام الحاسوب".
يذكر أن المؤتمر يُعقَد باعتباره "الأول" رغم أن الجامعة نفسها عقدت مؤتمرات مشابهة في سنوات سابقة، ومنها مؤتمر "الترجمة: رؤى مستقبلية" في كانون الأول/ ديسمبر عام 2018، ما يدفع إلى التساؤل عن غياب التراكم والإفادة من مخرجات مؤتمرات وندوات متخصّصة سابقة.