منذ عام 2007، تنقّل الكاتب والمخرج الإسباني ماركو ماغوا بين دمشق والقاهرة وعمّان حيث تعلّم العربية وأنشأ ورشة قدّم خلالها عدداً من الأعمال، كان أبرزها مسرحيته حول الواقع السوري في ثلاثة أجزاء هي: "أنا والسماء" و"لا شيء" و"بحرنا نهاية أحلامكم"، والتي تناول فيها اللجوء ومعاناة السفر بحراً، وصولاً إلى الحياة في المنفى الأوروبي.
يعود في عمله الجديد "الكنداكة أماني ريناس" إلى تاريخ السودان القديم، وهو عملٌ سيُعرض عند السابعة من مساء الخميس المقبل على خشبة مسرح "قاعة الصداقة" في الخرطوم، بمشاركة فنانين سودانيين، ويُعاد عرضه في اليوم التالي.
يأتي العرض نتيجةً لورشة "خريطة ليلة" التي بدأها ماغوا في أيلول/ سبتمبر الماضي، وهي جزء من مشروع "على الخشبة" الذي ينظّمه عدد من المعاهد الثقافية الأوروبية في السودان، وقد شارك فيها الممثّلون حمزة النور، وأمنية فتحي، وسارة حمدون، وبوقة، ويوسف وتهليل آدم، وسرور إيمانويل، ومظفر سليمان.
يروي العمل قصّة الكنداكة أماني ريناس، التي حكمت مملكة كوش خلال القرن الأول قبل الميلاد
كُتب النص والحوار بالمحكية السودانية، في سعيٍ لإيصال قصة الكنداكة أماني ريناس، التي حكمت مملكة كوش خلال القرن الأول قبل الميلاد، إلى المتلقّي العادي، وفي تركيز على معاني الحرية لدى ملكة خاضت حروباً عديدة ولم تستسلم حتى النهاية.
يقارب ماغوا أفكاراً فلسفية تتعلّق بالهزيمة والنصر في سيرة ريناس التي ورثت الحكم بعد رحيل زوجها الملك النوبي ترتيقاس، واضطرّت لمواجهة الرومان الذين استطاعوا في تلك الفترة إحكام سيطرتهم على مصر، .فقادت جيشها وذهبت إلى مدينة أسوان وطردت الحامية الرومانية منها وأسرت عدداً من جنودها.
تتناول المسرحية جملة أحداث تاريخية تمثّلت في سلسلة معارك وقعت بين الطرفين، وهُزمت الكنداكة في عدد منها، ما دفعها إلى الانسحاب وبدء التخطيط لعمليات عسكرية من أجل استنزاف الجيش الروماني الذي عرض عليها، بعد أربعة أعوام، إجراء مفاوضات للوصول إلى تسوية سياسية.
يستعرض ماغوا جوانب متعددة من شخصية الملكة النوبية التي حاربت بشجاعة وعُرف عنها استخدام تكتيكات عسكرية قوية، كما أنها امتلكت دهاءً وصلابة في مواقفها خلال المفاوضات التي انتهت باعتراف الرومان باستقلال النوبة وانسحاب جيوشهم منها.