تعدّدت الدراسات التي تحلّل شخصية هاملت في مسرحية شكسبير لما مثّلته من عُقد مركّبة، حيث تشرب والدته من كأس مسمومة أعطاها إياها، لينتقم منها بسبب تآمرها لقتل والده مع عمه الذي يرث العرش، إذ يطعن عمّه بالسيف، ثم يموت هاملت أيضاً بعد أن طلب من صديقه هوراشيو إيضاح حقيقته للناس حين ادعى الجنون لينفّذ انتقامه.
شخصية تراجيدية جسّدت في بُعد من أبعادها عقدة أوديب من خلال تجسيد لرغبات هاملت الطفولية في قتل أبيه، كما أنها تعبّر عن هوس اكتئابي تجعل أصحابها أسرى العبقرية والجنون معاً، إلى جانب تأملات في الحب والزواج والصداقة والأسرة والشيخوخة والموت، وآراء في السياسة والحكم لم تغب عن حوارات العمل.
يُقدّم خلال الأيام القليلة المقبلة، على خشبة "مسرح السلام" في القاهرة، العرض الأول لمسرحية "هاملت بالمقلوب" من تأليف سامح مهران وإخراج مازن الغرباوي، في معالجة جديدة للنص الشكسبيري ضمن انزياح زمني يُخرجه من القرن الثالث عشر إلى اللحظة الراهنة.
تظهر أوفيليا في العرض امرأة شابة جميلة قوية طموحة وعقلانية، يبلّغها الطبيب أن هاملت اخترع عالماً خيالياً يستحيل التخلّص منه، حيث تداخل الواقع مع شطحات الخيال وغدا من الصعب الفصل بينهما، وأن شفاءه ربما يتحقّق على يد امرأة تحبه، لكن أوفيليا تصر على اعتقادها بأن هاملت يدّعي الجنون بعد أن أصبح نجماً على وسائط التواصل الاجتماعي، ولديه الكثير من المعجيين الذي يهتفون باسمه.
يأمر الملك كلوديوس بخروج هاملت من المستشفى وعودته إلى القصر، وهناك يتكاشف مع أوفيليا في حوارٍ تشير خلاله إلى رغبته في ادعاء أخلاق زائفة، حيث يخفي حياة اللهو والمجون بصورة الأمير الذي يعد شعبه بتحقيق كافة أحلامه.
تقترب النهاية التي تكشف أبعاد الصراع على العرش، حين يقرّر الملك أن يُخضع هاملت للصدمات الكهربائية، بعد أن تُصدر الحكمة حكماً بإدخاله إلى مستشفى الأمراض العقلية، حيث يتحوّل إلى مجرّد عاجز مستلَب الإرادة والروح، غارق في يأسه وأوهامه.
يشارك في التمثيل كلّ من عمرو القاضي وسمر جابر، ويصمّم الديكور صبحي السيد، وتصمّم الأزياء مروة عودة، إلى جانب طارق مهران في التأليف الموسيقي.