لأكثر من نصف قرن، اهتمّ المؤرّخ العراقي كمال مظهر أحمد (1937 – 2021) في دراسة تاريخ بلاده الحديث والمعاصر، وتوثيق التراث الكردي وتطوّره في سياق الحضارة العربية الإسلامية، وحضوره الثقافي والسياسي داخل المجتمع العراقي.
كتَب الراحل بالعربية والكردية وركّز على التشابكات الحضارية بينهما، كما قدّم مؤلّفات حول طبيعة العلاقات التي ربطت بين أبناء اللغتين على مرّ التاريخ، وطبيعة التفاعل العربي الكردي مع الجارين الفارسي والتركي، وأثّر ذلك على عدد من المحطّات البارزة في القرن الماضي.
"كمال مظهر.. سيرة وذكريات" عنوان الجلسة الاستذكارية التي قدّمها أستاذ التاريخ المعاصر والباحث العراقي ماهر جبار الخليلي عند العاشرة والنصف من صباح اليوم الثلاثاء في "دار الثقافة والنشر الكردية" ببغداد، واستعرض خلالها تجربة مظهر في التأريخ وجانباً من حياته الشخصية.
كتَب الراحل بالعربية والكردية وركّز على التشابكات الحضارية بينهما
أشار المحاضِر إلى اعتناء صاحب "كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى" (1977) بالبعد التأويلي عند دراسة التاريخ، والسعي نحو تحليل الشخصيات وطبيعة المرحلة الزمنية موضع الدراسة، والعوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تقف وراء الأحداث.
وتحدّث الخليلي عن توثيق مظهر أحمد للدور الكردي في تأسيس الهوية الوطنية العراقية، وتناوُلَه مشاركة الكرد الموجودين في بغداد في التظاهرات الأولى الرافضة للبريطانيين، ثم مشاركة العشائر الكردية بمنطقة خانقين في المقاومة المسلّحة بعد ذلك، وصولاً إلى انخراط آلاف المقاتلين الأكراد في الكفاح الوطني حتى نيل الاستقلال.
وتضيء مؤلّفاته أيضاً، بحسب المحاضِر، الانتفاضة الكردية الأولى في نهاية شهر آذار/ مارس 1919، واستمرّت إلى آخر الصيف، ثم تبعتها انتفاضة السليمانية التي قادها الشيخ محمود البزرنجي، وانتقلت إلى بادينان، ولم يتوقّفوا عند ذلك، بل دعموا انتفاضة تلعفر ذات الأغلبية التركمانية المتنوّعة مذهبياً وشاركوا فيها ضدّ الاستعمار.
واستعرض الخليلي عناوين أخرى لكمال مظهر أحمد ركّز خلالها على قضايا عديدة مثل تاريخ الطبقة العاملة العراقية، والعلاقة مع تركيا وإيران وتأثيرها على الأوضاع الداخلية لبلاده، ودراسته لتاريخ مدينة كركوك التي وُلد ونشأ فيها، بالإضافة إلى تحقيقه مذكّرات أحمد مختار بابان، آخر رئيس وزراء عراقي في العهد الملكي الذي انتهى عام 1958 بانقلاب عبد الكريم قاسم.