أبدى قرّاء مجلة "الدوحة" الثقافية الشهرية، فور الإعلان عن توقُّف صدورها اليوم، أسفهم لإغلاق منبر ثقافي وسط قلّة الإصدارات الثقافية في العالم العربي.
ولم يصدر بيانٌ مفصّل من القائمين على الدورية في هذا الشأن، باستثناء منشور مقتضب في صفحة المجلّة على "فيسبوك" قالت فيه إدارة تحريرها: "نفيدكم بتوقّف مجلة 'الدوحة' عن الصدور اعتباراً من العدد 183، فبراير 2023 حتى إشعار آخر".
وشغل قرار الإغلاق العديد من التعليقات وردود الفعل على مواقع التواصل، وبقيت عبارة "حتى إشعار آخر" معلّقة، دون توضيحات بشأن مستقبل المجلّة التي توقفت قبل ذلك لمدّة 21 عاماً ثم عادت للصدور قبل التوقف الثاني الذي أُعلن عنه اليوم.
ومنذ صدورها عام 1969، كان شِعار المجلّة: "ملتقى الإبداع العربي والثقافة الإنسانية"، ومثّلتْ على مدار السبعينيات والثمانينيات مساحة هامّة بين الإصدارات الثقافية العربية. وما زال أرشيف المجلّة من تلك الفترة يحتفظ بأسماء لامعة دفعت بـ"الدوحة" لتكون حديث الناس، إذ كان توزيعها نشطاً في العواصم العربية.
على مدار قرابة العقدين، كتب في المجلّة يوسف إدريس، وناصر الدين الأسد، وجبرا ابراهيم جبرا، ومحمود السعدني، وفدوى طوقان، ومحمد جابر الأنصاري، وعز الدين المدني، ومحمد عبده يماني، وروكس بن زايد العزيزي، وألفريد فرج، ويوسف الشاروني، وعيسى الناعوري، والطيّب صالح، ومحمد الغزالي.
هذه بعض الأسماء بين عشرات رحّبت بها الدورية التي نافست غيرها من المنابر البارزة في توفير مساحة ذات مشارب ثقافية متنوّعة، وخطّ تحريري واسع الصدر بقيادة محمد إبراهيم الشوش ثم رجاء النقاش.
توقّفت "الدوحة" أوّل مرّة عام 1986، وغابت فترة طويلة حتى عام 2007 الذي شهد عودتها بروح جديدة، مضيفةً اهتماماً أوسع بالصحافة الثقافية بين القرّاء والكتّاب، وتميّزت مع كلّ واحدٍ من أعدادها الشهرية بصدور كتاب مجّاني إلى جانب المجلّة، وقد برزَ من هذه الكتب اتجاهٌ لإعادة طبع مؤلّفات التي تركت علامة في الثقافة العربية.