تعقد "مؤسّسة تُراثنا في العالم العربي" في الجزائر، عند السادسة من مساء الثلاثين من الشهر الجاري، ندوة لإطلاق مجلة ثقافية فصلية تُعنى بشؤون التُّراث الثَّقافيِّ بشقّيهِ الماديِّ وغير الماديِّ، وكذلك الطبيعي تحت عنوان "تراثنا الثقافي والطبيعي في العالم العربي".
المجلّة، التي يقول القائمون عليها إنّها تهدف إلى نشر ثقافةِ التُّراث وفتح باب الحوار العلميِّ البنّاء بين شعوبِ المنطقة العربية، سيركّز عددها التمهيدي على مدينة القدس التاريخية، بغية نشر ثقافة هذه المدينةِ من خلالِ أبحاثٍ رصينة تتعلّقُ بالتُّراث الثقافيِّ بشقّيهِ الماديِّ وغير الماديِّ، بالإضافةِ إلى موضوعاتٍ أُخرى ذات صلةٍ بهذه المدينةِ ومكانتها في التاريخ العربي الإسلامي.
في حديثه إلى "العربي الجديد"، أشار المهندس المعماري هادف سالم، المنسّق العام لـ"تُراثنا"، إلى أن "المؤسسة قامت بإنشاء هيئة خبراء التراث في العالم العربي، وهي تعمل منذ أكثر من عام وتضم حوالى خمسمئة مختص وأستاذ جامعي باحث في التراث في العالم العربي وفي مختلف التخصصات من عمارة وآثار وتاريخ وفنون وغيرها".
وأوضح أن من أهداف الهيئة حفظ التراث في كل العالم العربي ومحيطه المباشر أيضاً، ولذلك فإن إصدار مجلّة تهتم بالتراث الثقافي والطبيعي في العالم العربي بمختلف مكوناته كان أمراً حتمياً فرضه المنطق لمواكبة النشاط الأكاديمي والثقافي في التراث.
وستصدر باللغة العربية مع ملحقين بالفرنسية والإنكليزية، وفق هادف الذي أضاف أن "العدد التمهيدي يتضمّن توثيقاً للتراث الفلسطيني والمقدسي بشكل خاص من خلال عدد من اللوحإت التي يرسمها الفنان شهاب قواسمي، إضافة إلى مقالات لنخبة من المختصّين حول تاريخ فلسطين وتراثها باللغة العربية.
ويضيء العدد أيضاً على الحرف التقليدية لكونها من أبرز الموروثات الشعبية التي تتعرّض للتلاشي والضياع نتيجة ظروف متعدّدة، منها الحداثة، وغياب الاستراتيجيات المتعلّقة بالحماية والصون والتوثيق، وستركز الأعداد اللاحقة على مدنٍ تاريخيَّةٍ أُخرى لها مكانة مُهمة من الناحيتين التاريخيَّةِ والتُراثيَّة، ومنها الجزائر وقصبتها وتُراثها، ودمشق التاريخيَّة وفنونها وتُراثها الحيّ، وبغداد ومكانتها التاريخية وإرثها الثقافي، والقاهرة وتُراثها، وهكذا حتى تُستكمل المُدن التاريخيَّة العربيَّة بسلسلةٍ مُتلاحقة.