تتمحور دراسات الباحث التونسي محمد حسن (1953) حول التّاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والآثار في بلاد المغرب والأندلس في العصر الإسلامي، إلى جانب تحقيق عدد من المؤلّفات التي تتناول تراجم وسير العلماء المسلمين المغاربة خلال العصور الوسيطة.
وخلال أكثر من ثلاثة عقود، ألفّ العديد من الكتب منها "القبائل والأرياف المغربيّة في العصر الوسيط" (1986)، و"المدينة والبادية بإفريقيّة في العصر الحفصي" (جزآن/ 1999)، و"فصول في تاريخ المواقع والمسالك والمجالات الجغرافية التّاريخيّة لإفريقيّة في العصر الوسيط" (2004)، و"القيروان في عيون الرحّآلة" (2009)، وغيرها.
يهتمّ المؤلّف بالتاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في المغرب والأندلس خلال العصر الإسلامي
يستضيف "المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون" (بيت الحكمة) في قرطاج بالقرب من تونس العاصمة، عند العاشرة من صباح الأربعاء المقبل الباحث محمد الجوادي لتقديم كتاب "الجذور التاريخيّة لبلاد المغرب.. جدليّة السّلطة والمجتمع والمجال (خلال القرنين الأوّل والثاني الهجري/ السابع والثامن الميلادي" الذي صدر لمحمد حسن العام الماضي عن "مجمع الأطرش".
يحاول المؤلف الإجابة عن جملة تساؤلات تتعلّق بتاريخ المغرب مثل: من نحن؟ كيف حصل الانتقال من الحضارة اللاتينيّة المسيحيّة إلى العربيّة الإسلاميّة؟ ما هو الدور السياسي والاجتماعي لمختلف المجموعات البشريّة المتواجدة بالبلاد؟ هل تمكّنت هذه المجموعات والجماعات من إنشاء كيان سياسي واجتماعي موحّد؟ وأخيراً، ما هو مدى أهمّية هذا الماضي التاريخي في بناء حاضرنا؟
ويشير حسن في تقديم الكتاب إلى اختياره بلاد المغرب قاطبة إطاراً مجالياً، نظراً إلى وحدة تاريخ الأقاليم المكوّنة لها وتحاشيا للسّقوط في المقاربة التي تسعى إلى التركيز على إقليم دون آخر، أو لا ترى في هذا التّاريخ سوى مواجهة بين طرفين عرقيين أو مذهبيين.
كما يبيّن أنه "تعدّدت المسوّغات الدّاعية للكتابة في هذا الموضوع، وأهمّها تسليط الضوء على تطوّر بلاد المغرب خلال هذه الحقبة المفصليّة في التاريخ، خصوصاً أنّ هناك نزعة للعودة إلى الحقبة الأولى من التاريخ الإسلامي، التي أصبحت تسترعي اهتمام الدّارسين العرب والأجانب، سعياً لإنارة الحقبة الانتقاليّة بين التاريخين القديم والوسيط ودراسة قضايا التّواصل والتّأثيرات والأسلمة. وقد ظلّت جوانب غامضة لم يخض فيها الباحثون أو أنّه وقع تناولها باقتضاب أو بكيفيّة تقتصر على التّوصيف، أو بأقلام مكبّلة تنحاز لرأي دون غيره، وأحيانا تجترّ أطروحات تقليديّة".