نشر الكاتب الفرنسي غاستون ليرو (1868 – 1927) فصول روايته "شبح الأوبرا" متسلسلة في الصحافة، قبل أن تُجمع في كتاب وتستهوي العديد من المخرجين حول العالم، والرواية تستند إلى مناخات واقعية عاشتها فرنسا نهاية القرن التاسع عشر حيث راجت قصص حول الأرواح والعوالم الخارقة ممتزجة بأحداث خيالية.
تعدّ الرواية من أكثر النصوص إثارة وتشويقاً المرتبطة بتاريخ المسرح في العالم، حيث تمكّن كاتبها الذي رحل قبل أن يشاهدها بعد تحويلها إلى مسرحيات وأفلام سينمائية، من تقديم تقاليد المسرح وكواليسه التي استمّدها من شائعة دارت حول شبح يسكن أوبرا باريس، وقد نقلها إلى العربية المترجمان بولين فرانسيس وفدى بركة، وصدرت عن "دار أكاديميا" عام 2007.
قدّمت "فرقة التجارب النوعية" مساء أول من أمس الجمعة أول عروض مسرحية "شبح الأوبرا" في قصر الثقافة بمدينة بورسعيد (170 كلم شرق القاهرة)، من إعداد وأشعار أحمد شلبي وإخراج محمد عشري بتنظيم من "الهيئة العامة لقصور الثقافة"، وستتوالى عروضها في عدد من المدن المصرية خلال الشهر الجاري.
تدور أحداث العمل المأخوذ عن رواية الكاتب الفرنسي غاستون ليرو حول شبح يسكن الأوبرا
تروي المسرحية، التي تقع أحداثها في مشهدين، قصة كريستين دابيه التي تسحر الناس بصوتها في حفل للمتقاعدين بدار الأوبرا، ويراها في هذا الحفل راؤول صديق الطفولة الذي أصبح مالكاً للمسرح، ويتذكر حبه القديم لها، وفي الوقت ذاته تنتشر شائعات عن شبح يرسل خطابات إلى مديري المسرح ويقوم بأفعال مرعبة.
كما يعجب بصوتها شبح الأوبرا إيريك ويقرر أن يمنحها كلّ موسيقاه كي تتزوجه، وتتصاعد الأحداث حين يقرّر الشبح اختطافها لشدة افتتانه فيها، أثناء الإعداد لعرض مسرحية "فاوست" ويهدّدها باستخدام المتفجرات لتدمير دار الأوبرا بأكملها، لكن كريستين ترفض عرضه.
وحين يأتي راؤول لإنقاذها يحتجزه ويهددها أن تكون له أو يقتل حبيبها، إلا أنه لاحقاً يتيح لها الخروج مع راؤول بعدما أثّر بكاؤهما فيه كثيراً، ويعترف بأنه لم يشعر بقربه من البشر قبل أن يتعرّف إليهما، على أن تحضر كلّ فترة للاطمئنان أنه لا يزال على قيد الحياة.
وضع موسيقى وألحان العمل خالد رضوان، ونفّذ الديكور كلّ من مازن الصواف ويوسف السيد، بينما صمّم علاء أبو زيد الإضاءة، وشارك في أداء الشخصيات الممثلون مازن الصواف، وجنا الحسيني، ويوسف الجبروني، ونوران وليد، وآية السيد، وإسلام حشمت، ومصطفى محمد، ومحمد حجازي، وأندرو يسري، ومحمد شطا، ويوسف المصري، ومحمد رمزي فارس، كما صمّم اللوحات الاستعراضية الراقصة المخرج محمد عشري.