ما زالت المواعيد الثقافية في تونس تعود واحدةً إثر الأُخرى، بعد الانقطاع والتوقف الذي فرضه تفشي جائحة كورونا خلال الأعوام السابقة. ومن بين هذه التظاهرات "ملتقى الشمال الغربي للفكر والثقافة والفنون"، الذي انطلقت النسخة الثالثة منه، اليوم الجمعة، في "المركّب الثقافي الصحبي المسراطي" بمدينة الكاف، ويتواصل حتى بعد غدٍ الأحد.
وتتوزّع أنشطة الملتقى على حقول فنية وأدبية مختلفة تحت عنوان "شعرية السرد وسردية الشعر"؛ في إطار تحويل التظاهرة إلى حدث سنوي يجمع أطيافاً مختلفة من الفاعلين الثقافيين.
وافتُتح الملتقى عند الواحدة من بعد الظهر (بتوقيت تونس)، بجلسة علمية أولى أدارها الباحث عادل خبوشي، وتضمّنت ثلاث أوراق بحثية، هي: "ما بين السردي والشعري من علاقة" لفاروق العمراني؛ و"تفاعل الشعري والسردي في نماذج من الأدب الرقمي" لمحمد الصالح البوعمراني؛ و"شعرية كتابة الذات في سيرة الطيب ولد هنية" لشفيع بالزين.
على أن يُختتم اليوم الأول، عند الثالثة والنصف مساء، بعرض الفيلم السينمائي "سفّاح نابل" (2022) للمخرج كريم بالرحومة.
وتُستكمل الفعاليات، عند العاشرة من صباح الغد، بالجلسة العِلمية الثانية، والتي تديرها الباحثة منية العبيدي، وتتضمّن ثلاث أوراق بحثية أيضاً، وهي: "تناغم السردي والشعري في 'قصيدة السنبلة' لعبد الستار العبروقي" لحسين العوري؛ و"تسريد الشعر في نصوص لطفي الشابي من خلال مجموعتيه: 'واقفـون هنا.. واقفون هناك'، و'نصف قمر على الحديقة'" لعبد الله الرحالي؛ و"القصيدة الحكّاءة في شعر منية العبيدي" لعمر حفيظ.
وتُختتم أنشطة اليوم الثاني بلقاء شعري يُعقد عند الثالثة مساء، يشارك فيه عدد من الشعراء والشاعرات التونسيين.
في حين يُخصَّص اليوم الثالث والأخير من الملتقى للتصوير الفوتوغرافي، حيث يُقدّم عبد اللطيف العكرمي، عند العاشرة والنصف من صباح الأحد، ندوةً حول تقنيات تصوير المعالم والمواقع الأثرية؛ تليها ورشة تطبيقية.
يُشار إلى أن الأنشطة الثقافية في المندوبيات الجهوية تُعاني من قلّة دعم وانقطاعات مختلفة؛ في ظلّ السياسات المركزية التي تنشط في العاصمة أو بالمدن الكُبرى، على حساب مدن أُخرى.