1
انحنى ظَهْرُهُ وانكوى من كَريم الكَلام. وَغَبَّرهُ عُمرهُ في ارتكازةِ هذا الرُكام؛ على قَبوهِ والقَوام. يا صليباً على صَدْعهِ؛ يا صداقةَ ضِدٍّ تُصَعِّرُ خَدّاً على خَدِّهِ ما لهُ من نَظيرٍ وناشئةٍ في الشآم.
انحنى إنّما قَوّمتهُ القَريحةُ القُبَّراتُ: قريناً لقولِ النوايا، وَهَمْزاً لهاويةٍ في الأغاني، وَعيناً مُعادِيَةً في المَنام. صاعداً بالجدائلِ، والجارُ يرثي لابنتهِ، والعِظاتُ عِظامٌ مُكسَّرةٌ في العِظام.
واللّسانُ تعافى من النّعيِ، نوّسَ نورَ الفصاحةِ؛ النَّوحَ فيها وَزُخْرُفَها. أيّهذا المصيرُ المُصابُ بصبر الصّلابةِ والصوتُ يصدى لرجعٍ جَديرٍ؛ لتأبينهِ في المرايا: مَقام.
2
لماذا يا أخي الأرضُ خانتْنَا وصارت فوق صُورتنا غباراً؟
والأرضُ كم رَجْراجَةٌ تحت الصغارِ،
وكم تُزلزِلها ضَمائرُ ساكنيها؟
يا أخي؛ أسنِد إلى حَجرٍ ذِراعي،
لن يُكسَر الظَهْرُ الظّهيرُ ولا المدى كُرمى لعينكَ.
الرُكام مَجازُنا. والأرضُ، كلُّ الأرضِ، أعطت ظهرها.
* شاعر من فلسطين