عطشى إلى فرحٍ، عطشى إلى سَندِ/ والضيفُ ضيفُكَ، كم أكرمتَ يا بلدي/ علِّم سلاحكَ أنّ الأرض مُقبلةٌ/ وإن أدار لها زيفٌ من الزَبدِ/ إن عشتَها في صباح الزّهو؛ عِش ولداً/ وإن رمتكَ لهولِ النّارِ فاتّقدِ.
صاحب "عصا الراعي" من البحّاثة لا الباحثين. أعني هو من صاغةِ العمق، ومحترفي التجذير، لا من بائعي المطالعات ونادلي الاقتباس على موائد المثاقفة الناقصة من روح صاحبها. ميزانه يستقيم في المناطق الفكرية الخاصّة ذات الشاعرية الموازية.
لا تغضبوا؛ لا تغضبوا يا زملاءَ المِهنة المُرفَّهين. ولا تحزنوا؛ لا تحزنوا أيها المُترجِمونَ الطامحِون. لا وقتَ لديَّ لإحصاءِ الإصاباتِ في جسدي. ولا مصلحةَ لي في مُطالعاتِ شاعرٍ يابانيّ. الرِواياتُ مَقبرة، والقصيدةُ عندي لا تُشيِّعُ الأحبّة.
أفضت إليكِ فضّةُ النهار/ وصيّرتني/ إلى طُوبى نشيدها/ كما لو كنتِ لها/ لؤلؤةً/ يُغلِقها برجُ القوس/ وأيّاماً/ تُطوّقها المطالعُ بالزينةِ المُلقاةِ/ على سجيّتهِا/ في تأبينِ هذا الليلِ كُلِّه.
لماذا يا أخي الأرض خانتنا وصارت فوق صورتنا غباراً؟/ والأرض كم رجراجةٌ تحت الصغار/ وكم تُزلزلها ضمائرُ ساكنيها؟/ يا أخي؛ أسند إلى حجر ذِراعي/ لن يُكسَر الظَهْرُ الظّهيرُ ولا المدى كُرمى لعينكَ/ الرُكام مَجازُنا. والأرضُ، كلُّ الأرضِ، أعطت ظهرها.
احملي خُوذتكِ إلى ضمير الرصاص؛ وسُترتكِ الزرقاء إلى مستقبل الإصابات العدوّة. هذا الأمان مجاز من تدابير يكسرها الجنود المُدرَّبون على المباشرة. والسلاح مثل كرامة اللّسان، وشرف الخريطة المعذَّبة، صار خطراً أعزلَ على خطرٍ مدجّجٍ بالموت العصريّ.