أخيراً أُعلن موعد مهرجان "الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية"، بعد أن اضطر منظموه إلى تأجيله، لأسبابٍ بدت غامضة. إذ كان من المفترض أن يقام، ككل عام، في شهر نيسان/ أبريل الماضي، لكنه سينطلق هذه المرة في 23 تشرين الثاني/ أكتوبر، من دون إشارةٍ إن كان هذا سيصبح موعده الدائم، أم سيعود إلى ما كان عليه.
161 فيلماً وثائقياً، من 60 بلداً عربياً وأجنبياً، ستشارك في الدورة العاشرة من المهرجان التي تنطلق تحت شعار "خطوات"، وفق ما أعلنه مدير المهرجان عباس أرناؤوط، في مؤتمر صحافي أقامته إدارة المهرجان أول من أمس.
ومن الأفلام التي ستجد لها مكاناً في المنافسة على جوائز المهرجان (يستمر حتى 26 تشرين الأول/ أكتوبر)، "الأفضل أن تقفز" (72 دقيقة)، من إخراج باتريك ستيوارت ومنى ستيوارت وجينا أنجيلوني، الذي سيذهب بمشاهديه إلى مدينة عكّا في فلسطين المحتلّة، وتحديداً إلى مينائها القديم، للاستماع إلى شهاداتٍ من أهلها الذين يمكثون هناك تحت وطأة التهديد بالتهجير.
وسنرى كذلك فيلماً للمخرج المغربي جواد رحليب، بعنوان "غناء السلاحف" (85 دقيقة)، يستعرض نشوء حركة "20 فبراير" المغربية، عبر مقدّمة حول تاريخ المغرب الحديث، خصوصاً أحداث "انتفاضة الخبز" وما تعرّضت له من تنكيل في عهد الحسن الثاني. وهكذا، يتصاعد التدرّج التاريخي في العمل، حتى يصل إلى ظروف تكوين "20 فبراير" عام 2011، التي لم يستطع شبابُها تحقيق مطالبهم، سيما أنّها جاءت بعد أن شهِد شبابها الثورتين التونسية والمصرية.
ومن اليمن، نشهد عرض "ليس للكرامة جدران" (48 دقيقة) للمخرجة سارة إسحق. يوثق الشريط، من خلال قصّة مصوّرَين، أحداث مظاهرات "جمعة الكرامة" التي وقعت في 18 آذار/ مارس 2011؛ وهي الجمعة التي خرج فيها آلاف اليمنيين يطالبون برحيل نظام علي عبد الله صالح، مسلّطاً الضوء على عنف السلطة الذي مورس على المدنيين المتظاهرين سلميّاً.
وتتنافس الأفلام المشاركة في المهرجان على ثماني جوائز هي: "جائزة الجزيرة الذهبية"، التي تُمنح للفيلم الفائز في كل فئة من الفئات الثلاث المشاركة في المسابقات (الطويل والمتوسط والقصير)؛ و"جائزة أفق جديد" المخصصة للهواة والمخرجين الناشئين وطلاب المدارس.
وثمة فئة ثانية، هي "الجوائز الخاصة" التي تتوزع على ثلاث أفرع هي: "جائزة قناة الجزيرة الوثائقية" التي تُمنح كسابقاتها لثلاث فئات، وجائزتا "الحريات العامة وحقوق الإنسان" و"جائزة الطفل والأسرة". يضاف إلى ذلك جائزتان استُحدثتا في هذه الدورة هما: "جائزة أفضل إخراج" و"جائزة أفضل تصوير".
بعد إعلانه عن تفاصيل المهرجان وجوائزه، سُئل أرناؤوط عن القيمة المالية للجوائز، فأبدى تحفّظه على وجودها، مشيراً إلى أنّ "المتسابقين يكتفون بمشاركتهم في المهرجان وبإدراجها في سيرهم الذاتية!".