تنطلق أيام المهرجان الدولي "فنون على الشارع" (فيوسا) في مدينة سلا المغربية بعد غد الأحد. ومع هذه الانطلاقة، يجدر التوقف لحظة عند فهمنا لفنون الشارع وفلسفتها في المقام الأول.
هذه هي الدورة الخامسة من التظاهرة التي تنظمها وزارة الثقافة، يبدو الأمر مفارقاً وطريفاً نوعاً ما؛ إذ إن فنون الشارع في الأساس طريقة ابتكرها الفنانون للتحرّر من سلطة المؤسسات والأمكنة، فكيف انقلب الأمر إلى أن تنظم المؤسسة الرسمية هكذا مهرجان.
الأمر ليس مستغرباً في مدن عربية تملك المؤسسات الرسمية فضاءها العام، وبالتالي فإن فنون الشارع - التي كانت فلسفتها تقوم على القول الفني بحرية في المكان الطلق على نحو يوصل النقد السياسي والاجتماعي والثقافي لأكبر شريحة من الجمهور- اقتصرت بقدرة قادر في بلادنا إلى مجموعة من عروض المهرجين والأكروبات والرقص الكرنفالي في الأماكن العامة.
حتى "الغرافيتي"، أُفرغ من معناه كوسيلة احتجاج وتعبير ونقد، وأصبح يوظّف في هذه المهرجانات لتزيين جدران الأحياء.
لا شك أن هذه العروض توفر متنفّساً وتشيع أجواء تحتاجها الأسرة العربية، لكن الفن في الشارع أصبح مرتبطاً لدى الجمهور بهذه الأنشطة فقط، وكأنها مجرد خدمة ترويحية تقدمها الدولة لمواطنيها.
من المفترض أن يشهد المهرجان عروض غرافيتي ورقص وأنشطة ترفيهية وعروض أدائية مختلفة، وهي فعاليات مسلية بلا شك، كان بالإمكان أن تسير جنباً إلى جنب مع نوع آخر أيضاً من العروض يعيد للفن في الشارع مكانته، ويخرج الثقافة القابعة في البيت إلى الفضاء العام.
اقرأ أيضاً: "السورياليون المصريون": زمن الفن والثورة