أغلب الظن أننا سنظل أسرى المركزية الغربية ثقافياً في العقدين القادمين. آفاق وأدوات كسرِها تبدو بعيدة.
ننظر إلى 2015 كما نظرنا إلى أعوام سبقته، فلا نرى سوى علاقات اقتصادية وسياسية منزوعة الثقافة مع العالم. حتى الغزاة و"الحلفاء" باتوا يجيؤون إلى منطقتنا بلا عدة ثقافية.
يخبرني سعيد جمال الدين أن قسم اللغة العربية الذي يديره في جامعة "سون يات سن" بمدينة غوانغزو يضمّ مئتي طالب صيني يدرسون العربية لدوافع متعلقة بسوق العمل، وتكاد تنتفي لديهم الأسباب الثقافية أو الأدبية.أما ترجمة الأدب والفكر العربيين إلى الصينية، فوضعها محرج فعلاً.
من جهتنا، ما زلنا نترجم آداب العالم وفكره من خلال اللغات الغربية والحساسية الغربية والذائقة الغربية، وما زلنا نترجم الآداب الشرقية -على قلة ما نفعل- من خلال لغة غربية وسيطة.
يبدأ المثقف العربي نهاره بصباح الخير نيويورك وصباح الخير باريس وصباح الخير برلين، حتى العجوز لندن لم ينقطع سيل خطّاب صباحها.
ولا ضير في الأمر سوى أنه يعمّق الاغتراب عن المحيط الحضاري، فالأكثر انسجاماً مع التاريخ والذات أن يبدأ مثقف عربي نهاره بصباح الخير دلهي أو صباح الخير شيراز أو صباح الخير إزمير أو حتى صباح الخير أيتها الصغيرة يريفان.
مع الغرب، تبدو ثقافتنا أمثولة في الانفتاح ومعرفة الآخر، ومع بقية العالم نبدو خارج العالم.
اقرأ أيضاً: عالم بلا سكايب