تميّز عام 2015 برحيل مجموعة من الأسماء الفرنسية البارزة في الأدب والفكر، من بينها أندريه غلوكسمان وجان لاكوتور وروجي بوردييه وجان فوتران.
من الأسماء التي عرفها القارئ العربي وغادرت هذا العام المفكّر الأنثربولوجي رينيه جيرار، الذي رحل في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي عن 91 عاماً في مدينة ستانفورد الأميركية، حيث كان يقيم منذ عقود طويلة، وهو أحد أبرز المفكّرين الفرنسيين من الجيل الذي عاصر كلود ليفي شتراوس ولوي ألتوسير وجاك لاكان وجاك دريدا وميشال فوكو.
اشتهر جيرار بشمولية تحليلاته النظرية؛ حيث نهل من الفلسفة وكل العلوم الإنسانية والفكر المسيحي، ليبلور نظرية خاصّة حول العنف والمقدّس ودور المحاكاة في نقل عدوى الرغبة بين البشر. رغم أن صاحب "العنف والمقدّس" كان من أشهر المفكّرين الفرنسيين الأحياء في العقدين الأخيرين، فقد عانى من تهميش كبير في الساحة الأكاديمية الفرنسية بسبب نزوعه للدفاع عن الفكر المسيحي.
عرفت هذه السنة، أيضاً، رحيل الشاعر والكاتب آلان جوفروا عن 87 عاماً، بعد مسيرة غزيرة أصدر خلالها أكثر من 120 عنواناً في الشعر والقصّة والرواية وأدب الرحلة والدراسات الفنية، وحاز متأخّراً جائزة "غونكور" للشعر عام 2007 تكريماً لمجمل أعماله الشعرية.
في منتصف الستينيات، فرض جوفروا نفسه كواحد من أبرز المنظّرين المدافعين عن الحركة الطلائعية في الفن والأدب، كما نشر العديد من الدراسات الأدبية، منها كتابه الشهير "عن الفردانية الثورية" الذي دافع فيه عن فرادة الفرد في مواجهة مختلف النظريات والأيديولوجيات التي تقمع وجود ودور الأفراد في تاريخ الأفكار، إلى جانب مواقفه ضد حروب الغرب، لا سيما ضد احتلال العراق.
كما رحل عن 77 عاماً الشاعر والروائي والمصوّر الفرنسي دُنيس روش، الذي بزغ نجمه في ستينيات القرن الماضي مع جماعة "تيل كيل" الأدبية. بدأ روش مسيرته في الكتابة كمترجم للشاعر الأميركي إزرا باوند في نهاية الخمسينيات، حيث كانت الساحة الأدبية الفرنسية تعج بعشرات الكتّاب والشعراء المعروفين، مثل أندريه بروتون وفرانسيس بونج ولويس أراغون وجورج باتاي.
أصدر روش سبع مجموعات شعرية ثمّ أخذ قراراً نهائياً بالتوقّف عن كتابة الشعر عام 1972. بعدها، التحق بدار النشر "سوي" وأسّس سلسلة "Fiction et Cie" التي تخصّصت في النشر للكُتّاب الفرنسيين الجدد وترجمة السرد الأميركي المعاصر، وقدّمت أكثر من 300 عنوان. في هذه الفترة بدأ اهتمامه بالتصوير الفوتوغرافي؛ حيث قدّم أعمالاً نالت جوائز عدّة. تميّزت قصائده بنفس متوتر وجمل شعرية سريعة متكسّرة واستعارات سوريالية حادة.
اقرأ أيضاً: جون لاكوتور.. حب إشكالي مع الجزائر