قرأت أخيراً كتاب خالد أمين ومارفن كارلسون "المسارح في المغرب والجزائر وتونس" الذي يدرس ظهور التجارب المسرحية وصالات المسرح في المغرب العربي.
وبقدر ما تبدو التجارب المسرحية المغربية متمايزة، إلا أن خصوصية كارثية تجمعها بشقيقاتها في المشرق العربي. تعرّضت معظم المسارح التي يتحدث عنها الكاتبان للحريق في القرن التاسع عشر، كـ "مسرح الجنينة" في الجزائر، ومسارح "طابية" و"باراديسو" في تونس.
تُذكّر هذه الحرائق بالنيران التي طاردت "أبو خليل القباني"، بعد إحراق مسرحه في سورية، وبعد أن تآمر عليه زملاء له في مصر وأحرقوا مسرحه هناك.
وتوالت ظاهرة الحرائق المسرحية العربية، كحريق "دار الأوبرا" المصرية، وحريق "مسرح بني سويف"، وحريق "دار الأوبرا" السورية. وكانت المبررات الرسمية ترجع تلك الحرائق إلى تماس كهربائي أو سقوط شمعة.
المسارح عرضة للحرائق دائماً نظراً إلى وجود الستائر والأرضيات الخشبية. لكن عدد المسارح المحترقة عالمياً تقلّص نظراً إلى التطور المعماري وتطور وسائل الوقاية داخل صالات المسرح.
منّا من تعرض لذلك التماس الكهربائي أو وقعت شمعة على ستارة في منزله، لكن لم يحدث هذا الدمار، كما هو الحال في استسهال النار عندما تشب في دور العرض العربية. قد يكون السبب في وجود من تُسعده المسارح المحترقة، فهو نفسه من يشرف على إدارتها وإدارة النار في بلده.