عن 69 عاماً، رحل أول أمس، الموسيقي الليبي فرحات فضل، في مدينته البيضاء، بعد صراعٍ مع المرض.
عُرف فرحات بتعاونه مع الشاعر الغنائي الراحل فضل المبروك، إلى جانب عمله مع زوجته الفنانة تونس مفتاح وابنه أصيل فضل، إذ شكّل الثلاثي فريقاً فنيّاً قدّم مجموعة من الأغاني المعروفة لدى الليبيين.
في مطلع السبعينيات، بدأ مشواره الفني، فساهم في تأسيس فرقة "الجبل الأخضر للفنون الشعبية"، التي لحّن برفقتها مجموعةً من الأغاني، أبرزها "انسيتك يا البعيد"، التي غنّتها مفتاح قبل أن تتزوّج منه.
لاحقاً، في منتصف السبعينيات، اعتُمد كملحّن في الإذاعة الليبية، وتعاون مع فضل المبروك، حيث لحّن من كلمات الأخير أغنيتي "مغاوير" وأغنية "يا أم غثيث"، اللتين أدّاهما الفنان محمد السليني.
بلغت تجربة صاحب "فكّرت وشاورت القلب" ذروتها مع زوجته، التي قدّم معها مجموعةً من الأغاني، منها: "مراسيلك" و"ما تغيّب عنّي" و"ليش ما اتردش كلام".
لم يقتصر عمل فضل مع مفتاح وحسب، وإنّما عمل مع فنانين آخرين، منهم محمد الحمري الذي لحّن له الأغنية الوطنية "اسماح غناويك".
حول تجربته، يتحدث الكاتب المتخصّص في الأغنية الليبية زياد العيساوي إلى "العربي الجديد"، قائلاً إنه "مزج بين النغمة الليبية وطوّعها لأصول الغناء العربي، وللمقامات الموسيقية المماثلة للأغنية الجبلية في الشام مثلاً. لكنه، في الوقت نفسه، حافظ على خصوصية ليبية برقاوية (الاسم القديم لشرق ليبيا)".
يضيف العيساوي بخصوص التعامل الثنائي بينه وبين وزوجته تونس، أن فرحات "استطاع عبر ما وضع لها من ألحان أن يأتي بأحسن ما تملك هي من قدرات صوتية".