ستغصّ في ليل الشاهد، وستسأل طيفَ الشاعر كلّما تذكرت شعره، أهو قدرٌ يا عبد الوهاب؟ أنّ "ثورات الفقراء، يسرقها في كل الأزمان، لصوصُ الثورات"؟
وسيؤلمك أن حال الشاعر حين قالها، غير الحال اليوم. فقد مرتّ أزمنة لا زمن تحت الجسر، ومع ذلك، كأنّ سنن التغيّر والتبدّل لا تطاول هذه المنطقة.
ستسمع عشرات القصص من أهلك المقيمين في القاهرة، وستسمع مثلها وأكثر من أهلك في غزة، وسيؤلمك أنّ كليهما، يترحّمان الآن على زمن "البليد" قياساً بزمن "الجنرال".
ستفهمهم لأنهم يقارنون بين السيّئ والأسوأ. وسيزورك طيف شاعر شاب، قضى على معبر رفح وهو ينتظر العبور للعلاج. لكن ما يؤلمك أكثر دخول السافلة تل أبيب على الخط، و"مناشدتها" للقاهرة أن ترحم أهل غزة!
الجلاد يتشفّى ويُزايد، والقاهرة ممعنة في عمائها وانحرافها. فعن أي ثورة وعمّ يتحدث مثقفو المحروسة، حماهم الله؟ ألم يتبيّنوا بعد أن الحكاية برمّتها ليست سوى إعادة تقديم السّمّ القديم في حُقن جديدة؟
قلبي عليك يا جسد مصر العليل.
اقرأ أيضاً: البلاد الأخرى