رغم الحضور اللافت للقصّة القصيرة لدى الكتّاب في المغرب، إلاّ أن الاحتفاء بها على المستويين الإعلامي والثقافي لا يزال متواضعاً مقارنةً بالرواية والشعر. هكذا، يكاد هذا الجنس الأدبي يغيب عن برامج التظاهرات الثقافية على اختلافها، بينما لا يتجاوز عدد التظاهرات والملتقيات الخاصّة بها أصابع اليد الواحدة.
لعلّ "الملتقى الوطني للقصّة القصيرة"، الذي تستضيفه مدينة أصيلة (غرب البلاد) منذ ثلاث سنوات، يعكس هذا الواقع؛ فالملتقى الذي تُقام دورته الثالثة اليوم، يشهدُ برنامجاً مكثّفاً يشارك فيه قرابة ثلاثين قاصّاً من محافظات مغربية مختلفة، لكنه من جهة أُخرى يقتصر على يوم واحد كُثّفت فيه جميع الفعاليات.
تحمل الدورة الجديدة اسم الكاتب المغربي حميد ركاطة الذي تكرّمه التظاهرة، من خلال الوقوف عند تجربته القصصية. كما يُوقّع الكاتب مجموعته القصصية الجديدة "مذكّرات أعمى"، تُتبع بقراءات نقدية يقدّمها كلّ من عمر العسري وعبد الواحد كفيح.
يشهد الملتقى الذي تنظّمه جمعية "أجيال المبادرة" في "دار الثقافة" قراءات قصصية يقدّمها كتّاب القصّة المشاركون، إضافةً إلى قراءات نقدية يقدّمها كلّ من محمد الكلاف ونجيب الخمليشي ومحمد الباغوري ومحمد المسعودي. كما ينظّم ورشة حول الكتابة القصصية يُشارك فيه تلاميذ عدد من مدارس المدينة، ويُشرف عليها كلّ من محمد الكلاف ومحمد الحاضي ومصطفى بلوافي.
من جهة أُخرى، تحتضن مدينة الناظور (شرق البلاد) نهاية شباط/ مارس المقبل فعاليات الدورة الخامسة من "مهرجان الناظور للقصة القصيرة جدّاً". التظاهرة التي تنظّمها "جمعية جسور للبحث في الثقافة والفنون" و"الرابطة العربية للقصة القصيرة جدّاً" تُقام تحت شعار "القصة القصيرة جداً من التجنيس إلى التجريب" وستحمل دورتها الجديدة اسم القاص المغربي مسلك ميمون.
اقرأ أيضاً: لطيفة باقا: غرفة لا تخص فرجينيا وولف وحدها